في مثل هذه الفترة من كل عام تفتح الأندية التونسية خزائنها وتجهز الصكوك لتضعها على طاولة المفاوضات لعلها تظفر بأفضل الانتدابات. «الشروق» رصدت أهم التنقلات التي سجلناها مؤخرا في إطار ما يعرف ب«ميركاتو الصيف» فخرجنا بالمعطيات التالية: الترجي يلتحق بمنظومة تكديس اللاعبين لاحظنا أن الترجي الرياضي متصدر الترتيب إلى حد هذه اللحظة قد تخلى عن سياسته المعهودة في انتداب اللاعبين والتي تقوم على إبرام أقل عدد ممكن من الصفقات وهو ما تؤكده الأرقام خلال «ميركاتو» الصيف الماضي حيث تعاقد الفريق انذاك مع ثلاثة لاعبين فحسب وهم: إدريسا كوليبالي ومحمد علي سلامة وجوزاف يانيك نيانغ أما خلال الصائفة الحالية فقد ظفر الفريق بخدمات خمسة لاعبين وهم: التشادي الفرنسي جون دافيد بوقال والجزائري يوسف البلايلي والإيفواري «ليبيري» وكذلك خالد الغرسلاوي وسيف الله حسني وهذا العدد مازال قابلا للارتفاع خلال الساعات القليلة القادمة وهو ما يعني أن الأصفر والأحمر انضم إلى الأندية التي عادة ما تعمل على تكديس اللاعبين ولعل الغريب في الأمر أن مدرب الترجي نبيل معلول أكد في أكثر من مناسبة أن فريقه الأقل انتدابا للاعبين! الإفريقي بنكهة مغاربية كل المؤشرات تؤكد أن الترجي والإفريقي قاما بإبرام صفقتين من الوزن الثقيل بعد نجاحهما في التعاقد مع يوسف البلايلي وعبد المؤمن جابو فاللاعب الأول انتمى إلى المنتخب الأولمبي الجزائري ويتميّز برؤيته الشاملة للميدان والقدرة على التصويب من مسافات بعيدة كما أنه لا يهدر الفرص التي تتاح له داخل مناطق الجزاء إذ أنه عادة ما يحولها إلى أهداف وقد ظهر البلايلي في تشكيلة فريقه السابق خلال الموسم الماضي خلال الموسم الماضي 1982 دقيقة وهو معدل محترم سيجعله يكون في أوج جاهزيته لتقديم الإضافة إلى فريق باب سويقة أما عبد المؤمن جابو فهو لاعب موهوب وسيقدم حتما الكثير للخط الأمامي للإفريقي ولا يعوهل هذا اللاعب على مهاراته العالية فحسب ولكنه سيستعين حتما بخبرته بما أنه يلعب لفائدة المنتخب الجزائري الأول ويتمتع أيضا بثقافة المراهنة على الألقاب بما أنه اعتلى منصات التتويج مع سطيف في عدة مناسبات ويذكر أن عدة لاعبين مغاربة صنعوا في السابق ربيع قطبي الكرة التونسية مثل عبد الجليل حدّة (كماتشو) والرزقي عمروش وهشام أبو شروان.. وغيرهم. الانفتاح على أسواق جديدة دأبت الأندية التونسية خلال السنوات الماضية على التعامل مع أسواق لها تقاليد عريقة في كرة القدم مثل نيجيريا (إينرامو وأوشبي أوغبا...) وغانا (أفول ومامان إيسوفو...) والكامرون (ألكسيس ونيانغ وطواندوبا وبانانا...) والبرازيل (دانيالو...) ولكن خلال «الميركاتو» الحالي عمدت أنديتنا إلى فتح أسواق إفريقية جديدة مثل النيجر: المهاجم موسى مازو (النجم الساحلي) ومواطنه إيسوفو بوبكر قاربا (النادي الإفريقي) ونجد كذلك التشاد «جون دافيد بوقال» (الترجي الرياضي) وكارل ماكس (النادي الإفريقي). صفقات مثيرة للجدل تعاقد النجم الساحلي مع مهاجم منتخب النيجر «موسى مازو» وذلك بالرغم من أنه لم يسجل سوى هدفين مع فريق «لومان» الفرنسي وذلك من جملة 15 مباراة خاضها مع هذا الفريق ونلاحظ أن هذا المهاجم العملاق (عمره 23 عاما وطوله 186 صنتيمترا) فقد بريقه منذ موسم 2008=2009 حيث سجل انذاك 15 هدفا بأزياء فريق «لوكارن» البلجيكي وإن المتتبع لمشوار هذا اللاعب سيكتشف أنه كثير الترحال ولا يستقر في أي فريق حتى أنه لعب لفائدة تسع جمعيات في ظرف سبع سنوات فحسب! صفقة أخرى غامضة وهي تلك التي أبرمها الترجي الرياضي مع المهاجم التشادي «جون فيدبوقال» فهذا اللاعب لعب لفائدة الفريق الثاني لتولوز وظهر في مناسبة وحيدة في تشكيلة الفريق الأوّل ولو أن مدافعنا الدولي أيمن عبد النور المحترف في صفوف تولوز أشاد بخصال هذا اللاعب ولكن رأي عبد النور قد يكون مختلفا تماما عن حكم الفنيين لأنهم الأعلم بإمكانيات اللاعبين. الأندية الصغرى وجدت ضالتها في لاعبي الرابطة الثانية في ظل الأزمات المالية والإدارية والرياضية التي تعيشها الأندية الصغرى فإن مسؤوليها اضطروا إلى التعاقد مع لاعبين مغمورين أو ينتمون إلى الرابطة المحترفة الثانية مثلما فعل نادي حمام الأنف الذي تعاقد مع مهاجم جمعية جربة الهادي بوخريص وهو وصيف هداف الرابطة الثانية خلال الموسم المنقضي (سجل 9 أهداف) ونسج فريق أمل حمام سوسة على منوال «الهمهاما» وتعاقد مع لاعب القلعة الرياضية اسكندر بن عافية وظفر الأولمبي الباجي بلاعب جندوبة الرياضية عاطف المازني ومن المنتظر أن يلتحق نجم الأولمبي للنقل مراد الهذلي بصفوف النادي الإفريقي. تخوّف كل الأندية التونسية كانت متخوفة من فشل الصفقات التي قامت بها وهو ما جعلها تصر على انتداب لاعبين معروفين أو دوليين مثلما فعل الاتحاد المنستيري الذي تعاقد مع المهاجم السابق للنجم الرياضي الساحلي «جيلسون سيلفا» والأمر نفسه بالنسبة إلى الإفريقي الذي جلب 5 لاعبين دوليين وهم على التوالي: كارل ماكس (التشاد) وإيسوفو بوبكر قاربا (النيجر) وعبد المؤمن جابو (الجزائر) وهتان البراطلي (منتخب تونس) وخالد السويسي (مدافع دولي سابق) وهذا الأمر ينطبق أيضا على على الترجي والنجم الساحلي. ماذا عن النادي الصفاقسي والنادي البنزرتي؟ خسر النادي الصفاقسي مجهودات عدة عناصر مؤثرة على غرار لاعب الوسط شادي الهمامي الذي سجل 9 أهداف للفريق خلال بطولة الموسم الحالي ومع ذلك فإن النادي الصفاقسي ظل يتحرك بخطى متثاقلة على مستوى الانتدابات وذلك بسبب أزمته المالية حيث انتدب الفريق المهاجم الغابوني الشاب «ديديي» وذلك في انتظار تعزيز صفوفه بلاعبين اخرين وتخلى بدوره النادي البنزرتي عن عدة عناصر مهمة مثل إيهاب المباركي وهتان البراطلي... ولكنه عزّز في المقابل صفوفه بلاعبين مهمين مثل كمال زعيم ومحمد أمين الورغمي والحارس مروان بريك والمدافع محمد الخذاري... كما أنه أقنع نور حضرية بالبقاء في الفريق لفترة إضافية تماما كما فعلت عدة أندية أخرى حيث توصلت إلى تجديد عقود لاعبيها مثل النجم الساحلي (لسعد الجزيري ورضوان الفالحي ورامي البدوي...) وكذلك مستقبل المرسى (يسري التواتي...) والقوافل والأولمبي الباجي. ضربة جزاء تساوي 120 ألف دينار يعتبر اللاعب بلال بن مسعود أحد أفضل اللاعبين في تشكيلة مستقبل المرسى خلال الموسم الحالي حيث سجل لفائدة فريق «الصفصاف» سبعة أهداف منها 5 أهداف عن طريق ضربات جزاء وبما أن اللاعب انتقل إلى صفوف النجم الساحلي مقابل 600 مليون فيعني أن ركلة الجزاء التي ينقذها بن مسعود تساوي 120 ألف دينار وذلك بالرغم من أنها لا تشبه الركلة العجيبة للاعب «بانينكا» أو حتى تلك التي نفذها «بيرلو» في الأورو.