شهد تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية الذي يتزعمه الهاشمي الحامدي تطورات كبيرة منذ بدأ يتحول الى حزب ولم يتبق له من النجاح الذي حققه في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي سوى 9 نواب يتململ أغلبهم في محاولة للسير على خطى المنسحبين. وقدم كل من ابراهيم القصاص والمولدي الزيدي مؤخرا استقالتهما من كتلة العريضة ومن التيار الذي تحول الى حزب اطلق عليه اسم حزب المحافظين التقدميين، وكان هذا الانشقاق بمثابة الضربة القاسمة لهذا التيار حيث تحول من احد ابرز المنتصرين في الانتخابات التأسيسية ب26 مقعدا الى طرف عاجز عن تكوين كتلة ب11 نائبا.
اذن فجر القصاص والزيدي آخر معقل للتيار الشعبوي في المجلس الوطني التأسيسي وبعد ان كان على الاقل كتلة صغيرة مؤخرا أصبح في حكم اللا شيء، فقط أعضاء مستقلون أصبحت أقرب الطرق اليهم البحث عن البديل وهو ما جعل نائبان آخران من المتبقين يفكران بجدية في الانشقاق ايضا حسب ما أكدته مصادرنا.
ومما عمق من أزمة العريضة الشعبية او حزب المحافظين التقدميين هو قرار حل المكتب التنفيذي للحزب مباشرة بعد الاعلان عن استقالة القصاص ورفيقه وجاء هذا الاجراء دون تقديم أية مبررات، زلكن المغادرين من التيار يقولون انهم سئموا «تسلط» الهاشمي الحامدي رئيس التيار وعدم تشريكهم في أخذ القرار اضافة الى تحملهم وحدهم كل مصاريف العمل السياسي الذي يقومون به من كراء مقر وغيرها من المصاريف كما ان الاجتماع الاخير الذي حصل في سوسة رأى البعض انه تجاهلهم او عاملهم ب«الحقرة» ومنهم ابراهيم القصاص الذي لم يلق الترحاب الكبير في الاجتماع الحزبي.
ولعل أبرز العوامل التي ساهمت في اضطراب الحزب بهذا الشكل هي اعتماده على الطابع الشعبوي بشكل كبير لكن هذا الطابع هو سلاح حقيقي للتعبئة لكنه بحدين حيث يمكن ان يتحول بين لحظة واخرى الى عامل للانهيار الفوري وها نحن نرى كيف ان تيار العريضة ما كاد يدخل مرحلة التنظيم حتى تشتت لان الافكار الشعبوية غالبا لا تبني الاحزاب.
وأشار احد المنشقين عن الحركة الى ان العريضة لم تصل للناس بعد وان الهاشمي هو من عطل وصولها مؤكدا احتمال بروز تيار آخر يحمل نفس المبادئ ونفس العريضة ويبحث عن السبل الكفيلة بإيصالها الى الناس.
محمد الهاشمي الحامدي : سأترشح للانتخابات الرئاسية من لندن قال زعيم تيار العريضة الشعبية محمد الهاشمي الحامدي في برنامح «كلمة حرة» الذي تبثه قناته الفضائية المحبة من العاصمة البريطانية لندن انه سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة أو للانتخابات التشريعية اذا تم اختيار النظام السياسي لتونس نظاما برلمانيا وقال انه سيترشح في لندن وسيخوض الانتخابات من لندن.
الحامدي قال ان مجموعة العريضة الشعبية ليست طلاب سلطة ولا تجار دين وأكد ان العريضة الشعبية بديل جاهز للحكم ان الحكومة الحالية فاشلة حتى في تأمين الشروط اليومية للحياة مثل خدمات الماء والكهرباء.
وأكد الحامدي ان تيار العريضة الشعبية متجذر في أعماق تونسية وهو تيار يناضل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وانه خير محام عن الفقراء والمهمشين.