أعلم أول أمس النائب إبراهيم القصاص (نجم تيار العريضة الشعبية) والنائب المولدي الزيدي رئيس المجلس الوطني التأسيسي بقرار استقالتيهما من كتلة حزبهما، هذه الاستقالة التي باغت بها القصاص الجميع وأصرّ على التكتم حول أسبابها قائلا «موش وقتو» قال المولدي الزيدي أن مردها يعود إلى خلاف مع القيادة منذ ما يزيد عن الشهرين معتبرا أن القرار اتخذ بعد تروّ وأنه والقصاص سيواصلان عملهما صلب المجلس كمستقلين ولا نية لهما في الانضمام إلى أية كتلة أو حزب من داخل المجلس أو خارجه. وقد أكدت أطراف صلب الحزب ل«التونسية» أن خلافا بسيطا ويكاد يكون تافها كان وراء استقالة القصاص من الكتلة بعد الاجتماع الشعبي الذي عقده تيار العريضة مؤخرا في سوسة حيث دعي بعض النواب خلال هذا الاجتماع إلى الصعود إلى المنصة الشرفية في حين تابعه البقية وسط الحضور وكان النائبان إبراهيم القصاص والمولدي الزيدي من بينهما وهو ما حزّ في نفسيهما وقد لوحظ على النائبين المستقيلين حسب نفس المصدر توتر كبير خلال اجتماع سوسة. وحول موقف رئيس التيار من انسحاب العضوين من الكتلة أجاب نفس المصدر أن الدكتور الهاشمي الحامدي يؤمن ويصر على الإنضباط الحزبي ووضع مصلحة البلاد وأنصار العريضة فوق كل اعتبار. وفي اتصال هاتفي بالدكتور الهاشمي الحامدي امتنع هذا الأخير عن التعليق عن استقالة العضوين قائلا «no comment» غير أنه علق بأن التيار يملك أكبر قوة شعبية في تونس وأنه قادر على الفوز بالانتخابات القادمة. غير أن العديد من الأطراف السياسية أوّلت قرار الاستقالة عدة تأويلات خاصة وأن القصاص كان من أكثر النواب دفاعا - وصل حد الشراسة في بعض المناسبات- عن مبادئ التيار الذي يرى فيه ممثلا ل«الزواولة» والطبقات الضعيفة من الشعب التونسي وقد وصل تأويل الاستقالة إلى أن هناك أطرافا تسعى إلى إضعاف الكتلة والحد من نفوذ العريضة عبر نجومها في إطار المنافسة للحملة الإنتخابية القادمة. في حين يرى شق آخر أن أغراضا شخصية ضيقة كانت وراء المسألة تتعلق بحرب الزعامات داخل التيار الذي تشهد تركيبته خلافات حول آليات التسيير والهيكلة وتسمية الحزب الذي اختار لها الحامدي حزب المحافظين التقدميين رغم أن شقا من الأنصار يؤيد المحافظة على تسمية العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية .