إليك يا رمضان هذه الكلمات : أنت تخلص نفوسنا من الشهوات الحسية وتجعلنا نفاوم نزوات النفس، أنت تعطينا فرصة ثمينة للتغلب على رغباتنا المادية، والسمو بأرواحنا نحو أعلى عليين، تعلمنا العطاء والبذل، فأنت شهر الخيرات والمعالي واستجابة الدعوات. أنت حبيبنا يا رمضان ، يا شهر الفضائل، والمكارم، يا شهر البشرى والبشر والخير، يا خير شهر مصداقا لقوله ے :«أيها الناس قد جاءكم شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم». أنت شهر الهدى والبركة، شهر السموّ والتعالي وشفافية النفس. أنت شهر الصفاء والصبر والصون والصدق والصدقات والصلاح كما قال الشاعر أبوبكر بن حبيش الأندلسي النشأة، التونسي الإقامة جاء الصيام ومن صادته بيدي سبع قد أكسبتني بالقبول ثقه صوفيتي وصفائي في صلاحيتي والصبر والصون ثم الصدق والصدقة قال أحد المتصوفة : رمضان خمسة أحرف : الرّاء رضوان الله، والميم محاباة الله، والضاد ضمان الله، والألف ألفة الله، والنون نور الله» فهو إذن شهر الرضوان والمحاباة والضمان والألفة والنور ونوال الأجر. هكذا أنت يا شهر الصيام ، شهر النفحات الربانية، تملأ السماء نورا، والأرض عطرا، وشهر النسمات الصمدانية تهبّ فتنعش القلوب وتزكو النفوس وتسطع الأنوار المشعة الإلهية فتهفو القلوب إلى عالم الصفاء والنقاء والرحمة. إنك أفضل الشهور، بل إن اسمك من أسماء الله تعالى فنحن إذن ضيوف الرحمان، ضيوف أرحم الراحمين، ضيوف الكريم المنان، ورب الأسماء الحسنى.