شهدت الأسعار مع بداية شهر رمضان ارتفاعا قياسيا مقارنة بالأيام التي سبقت الشهر الكريم بسبب لهفة المواطن المفرطة على السلع وبسبب الشعار الذي رفعه الباعة « فرصة لا تعاد لتحقيق أرباح قياسية».. غير مبالين بالمواطن المسكين. ذلك أن أسعار الخضر والغلال خاصة ارتفعت بنسبة تفوق 30 بالمائة مع تنامي ظاهرة البيع المشروط فلا بطاطا بدون فلفل وطماطم والعكس صحيح وممنوع اللمس ومن تسول له نفسه فعل ذلك « فحشيشة رمضان البائع تفوح في وجهه» لكن هذا لا ينفي وجود بعض الباعة الذين « يدللون» حرفائهم وحتى عابري السبيل وهي جميعا ممارسات قال عنها السيد نور الدين الشيحي انها لا تتماشى والعلاقات الاجتماعية وكذلك مبادئ هذا الشهر الفضيل التي تقوم على عدم الغش ومراعاة ظروف الآخرين لأنه في الحقيقة شهر الرحمة لا النقمة والارتزاق غير المبرر والقياسي على حساب الشعب .
أما أسعار اللحوم فقد عرفت استقرارا ما عدا الأسماك التي بدت أسعارها جنونية جعلت الكثيرين يكتفون بالمشاهدة.ونفس الارتفاع للأسعار سجلته الغلال ... كما حضرت اللهفة كالعادة وتزاحمت الصفوف وتعالت النداءات على هذه البضاعة وتكدست المشتريات بالقفاف في مشهد يوحي بأن الكميات ستنفذ عما قريب والحال أنها متوفرة حسب مصادر من مندوبية التجارة بالكميات الكافية وزيادة لهفة دعمها أيضا النفاد المبكر لبعض المواد مثل الحليب والماء المعدني وحتى المشروبات الغازية هذه اللهفة قال عنها السيد سمير المحجوبي بأنها غير مبررة ولا تتماشى وأخلاق الصائم في كبح جماح شهواته وفي أن يحب لنفسه ما يحب لغيره وتجاوز الأنانية وحب الذات .
اليوم الأول شهد حضورا مكثفا للرقابة الاقتصادية والبلدية وكذلك الرقابة الصحية ومنظمة الدفاع عن المستهلك حيث جابت الفرق السوق اليومية والمحلات مع تشديد الرقابة على اللحوم والبيض والأسماك وكل المواد سريعة التعفن كما كانت فرق الرقابة الاقتصادية حاضرة بامتياز لفرض لافتات الأسعار ومراقبة الموازين والمعايير حتى تكون مطابقة للشروط وكذلك التشديد على الابتعاد عن البيع المشروط وقد وقع تسجيل أربع مخالفات خلال الفترة الصباحية .