لم ييأس العرب من مواصلة محاولات فتح صقلية ،فبعد انسحاب حبيب بن عبيدة وتوجهه إلى طنجة لقمع التمرد ارسل والي إفريقية عبد الرحمان بن حبيب شقيقه عبدالله إلى صقلية وذلك سنة 753 م وحققت الحملة تقدما أفضل إلا أن الجيش انسحب لمواجهة تمرد البربر في إفريقية والمغرب الاوسط والاقصى وبرقة. انشغال الجيش بمواجهة انتفاضة البربر استغله قسطنطين الخامس قائد البيزنطيين لتحصين جزيرتي صقلية وسردينية وبفعل الدفاعات البحرية التي أسسها لم يتمكن العرب طيلة نصف قرن من الاقتراب من الجزيرتين ولم تتعرض الجزيرة طيلة الفترة 753 م و800 م لأية غزوات وقد عانت إفريقية من هجمات البيزنطيين طيلة هذه الفترة على شواطئها في النصف الثاني من القرن الثامن ولذلك بادر هيمنة بن أعين إلى اقامة سور طرابلس ورباط المنستير سنة 769 م.
هذه الفترة من المشاحنات والتوتر لم تمنع وجود علاقات تجارية بين ضفتي المتوسط كما لجا الوالي البيزنطي البيديوس إلى افريقية بعد فشل تمرده على الإمبراطورة اي رينة سنة 782 كما ارسل الخليفة العباسي هارون الًرشيد مبعوثا إلى شارل مان إمبراطور بيزنطة لتمتين التعاون وكان هارون الرشيد آنذاك قد عين ابراهيم بن الأغلب واليا على إفريقية ومكنه من الاستقلال الذاتي مقابل دفع الخراج إلى بغداد.
ومن اول إنجازات ابن الأغلب ابي العباس عبدالله حرصه على تامين السواحل ببناء أسطول قوي ولتأمين التجارة في المتوسط ابرم اتفاقية سلام مدتها عشر سنوات مع البطريق البيزنطي في صقلية سنة 813 لكن هذه الهدنة أنهاها محمد بن عبدالله بن الأغلب ابن عم الامير زيادة الله الاول (817 -838 م) عندما قاد حملة مفاجئة على صقلية جنى منها غنائم كثيرة ثم انسحب.