نجاح اسد ابن الفرات في فتح صقلية زمن الأغالبة لم يكن صدفة فقد سبقته محاولات عديدة لفتح الجزيرة ذات العمق الاستراتيجي للبيزنطيين . في عهد امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عرفت الامبراطورية الاسلامية توسعا كبيرا لكن رأي عمر كان الابتعاد عن المدن الساحلية لانه لم يكن للمسلمين إمكانيات عسكرية بحرية لخوض مثل هذه المغامرات التي قد تكون لها نتائج وخيمة ،وبعد نهاية عهد عمر (634 644م)وبتولي عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة (744 656م)كان امتلاك أسطول بحري من اول الأولويات التي قررها فقد كانت المدن الساحلية التي فتحها المسلمون في منطقتي الشام ومصر مهددة من البيزنطيين الذين يملكون أسطولا بحريا قويا فتم تأسيس أسطول بحري بمبادرة من معاوية بن ابي سفيان والي الشام وعبدالله بن سعد والي مصر وقد كان لهذا الاسطول دور كبير ضد البيزنطيين في حوض المتوسط .
وكانت اول محاولة لفتح الجزيرة في سنة 652م إذ ارسل معاوية بن ابي سفيان جيشا بقيادة معاوية بن حديج لفتح صقلية لكن المحاولة فشلت نظرا الى قوة الاسطول البيزنطي وكانت صقلية آنذاك تحت حكم الوالي البيزنطي أولمبيوس واكتفى ابن حديج بمجموعة من الغنائم النفيسة وبعض الأسرى و بعد خمس عشرة سنة اي سنة 667 امر معاوية بن ابي سفيان الذي اصبح أميرا للمؤمنين في عهد الدولة الأموية واليه على مصر معاوية بن حديج بتجهيز جيش لفتح صقلية وعين قائدا له عبدالله بن قيس لكنه فشل هو الاخر واكتفى بغنائم ثمينة من الجواهر تروي بعض الكتب انه باعها في الهند لتنمية خزينة الدولة .
وفي القرن الثامن وبعد ان نجح حسان بن النعمان في هزم جيش الكاهنة البربرية في قرطاج في عهد عبد الملك بن مروان (685 669م)تحولت صقلية الى قاعدة للبيزنطيين بعد ان لجأ اليها عدد كبير من القرطاجيين وأصبحت تلعب دورا متقدما في الهجوم على العرب المسلمين في برقة قرب طرابلس الغرب .
وعندما تولى موسى بن نصير ولاية إفريقية كانت صقلية من بين أولوياته فارسل سنة 704 أسطولا بقيادة ابنه عبدالله لفتح جزر البليار وسردينية وصقلية. يتبع