بين لنا القران الكريم ان مشيئة الله في خلقه افرادا و مجتمعات تنفذ حسب سنن حكيمة في السلم و الحرب: سنن خاضعة لإرادة الله تتصل فيها الأسباب و المسببات فلا تتغير أو تتحول محاباة لأحد من الناس لأنها محور عدل الله و حكمته في تدبير الأمور :سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.سورة الفتح:23 ومن هذه السنن والقوانين قوانين الخلاقة و التمكين في الأرض وسعة الرزق و التيسير والسعادة و الفرج و الهداية و النصر وحسن الخاتمة وكذلك التعسير والشقاء والمتاعب وضيق الرزق والهزيمة وسوء الخاتمة...ومن أمثلة ذلك قوله عز وجل: «ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم». سورة هود: 52 {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ذلك أمر الله انزله إليكم} سورة الطلاق:5{يا أيها الذين آمنوا أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} سورة محمد:8{ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى} سورة طه:122و كثير من علماء الطبيعة ازدادوا إيمانا بمشيئة الله في الأحداث الكونية التي أصيب بمثلها أقوام اعرضوا عن الهدى و عاثوا في الأرض فسادا فلم يستبعدوا أن تكون تلك الأحداث المريعة نذرا أو عذابا من الله الذي له في ما يجري من نظام الأسباب مشيئة و حكمة بهما تتهيأ الظروف من نعمة أو نقمة لا كما يعتقد الماديون بأنها نتيجة تفاعل فسرى لذرات المادة فيبنون آراءهم و معتقداتهم على النواميس الطبيعية و حدها أو تسلسل الحوادث الكونية أو الصدفة شانهم في ذلك شان من عموا عن الحقيقة الكبرى و ضلوا الطريق إليها فرأوا العجلة و هي تدور و لم يروا المحرك الذي يديرها.