قالت السيدة سامية عبو عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في جلسة التصويت على المحافظ الجديد للبنك المركزي ان حزب المؤتمر ليس قطيعا يقوده رئيس الحزب السابق ورئيس الدولة الحالي منصف المرزوقي وأكدت على رفض الحزب تعيين العياري وهو نفس موقف الطاهر هميلة الذي ندد باختيار العياري واعتبره خيانة لشعارات الثورة. موقف عبو وهميلة القطعي من اختيار العياري لم يسانده النائب عن المؤتمر عمر الشتوي الذي ساند الاختيار واستحضر مثال اختيار الزعيم جمال عبد الناصر لعلي ماهر كرئيس وزراء الذي عمل طويلا مع الملك فاروق مؤكدا على كفاءة العياري ومقللا من ارتباطه مع النظام السابق الذي استفاد من كل الكفاءات ووظفها لصالحه وهذا لا يحول دون الاستفادة منهم طالما انهم لم يتورطوا في الفساد.
تباين مواقف أعضاء المؤتمر يكشف عن تناقضات حقيقية تشق الحزب فحتى كتلته في المجلس التأسيسي لم يكن لها موقف موحد من قضية خلافية كبيرة مرتبطة أساسا برئيس الحزب السابق وزعيمه فهل يعني هذا ان المؤتمر في طريقه إلى التصدع ثانية؟.
حسب ما يقوله مقربون من الحزب وحسب ما ظهر في الجلسة الأخيرة للمجلس التأسيسي فان كل المؤشرات تؤكد ان المؤتمر امام خيارين أمام انشقاق جديد او الانسحاب من الترويكا ، فمحمد عبو لم ينف منذ أيام في حوار تلفزي إمكانية التقارب مع حزب العمال وهو ما يعني ضمنيا الابتعاد عن النهضة فالواضح ان مجموعة المؤتمر المقربة من عبو خاصة ترى ان التقارب الكبير من النهضة إلى حد التمادي احيانا افقد الحزب الكثير من إشعاعه ومصداقيته وقد كان تعيين العياري الذي لم يصوت عليه اغلب أعضاء كتلة المؤتمر قرارا محرجا للمؤتمر الذي كان اول من تقدم بمشروع قانون لإقصاء الدساترة من الحياة السياسية كما عرف بشعاراته الراديكالية التي تدعو للقطيعة مع النظام السابق ورموزه وهو ما لا يستقيم مع عديد التسميات التي اختارتها الترويكا في مناصب عليا.
فحزب المؤتمر يبدو انه يقف في مفترق طرق ، بين الالتزام بالترويكا بكل ما في ذلك من مواقف « محرجة» لخطه الثوري وبين الابتعاد عن النهضة وبالتالي الخروج من الترويكا بكل ما في ذلك من مغامرة انتخابية فيبدو ان الحل الأقرب الآن لحزبي التكتل والمؤتمر هو الدخول في جبهة انتخابية موحدة لان كل المؤشرات تؤكد تراجع شعبيتهما وبالتالي تضاؤل حظوظهما في السباق الانتخابي دون تحالف مع النهضة أقوى أحزاب الترويكا ولكن كيف ستتعامل الترويكا مع حلفاء الأمس؟