أثار قرار تعيين الشاذلي العياري على رأس البنك المركزي التونسي جدلا كبيرا في المجلس الوطني التاسيسي، فقد شهدت جلسة التصويت كالعادة يوم أمس تبادلا للاتهامات بين النواب، فبين مساند للقرار الجمهوري ومعارض له اختلفت الأراء وتباينت المواقف بين الأحزاب وبين الكتل النيابية داخل المجلس. لكن ما أحدث المفاجأة هو الاختلاف في الأراء بين نواب الكتلة الواحدة وخاصة منها الكتل النيابية التابعة للائتلاف الحكومي، فكتلة حركة النهضة التي عبرت عن مساندتها لتسمية الشاذلي العياري على رأس البنك المركزي على لسان عضو الكتلة الصحبي عتيق، عرفت انشقاقا في صفوفها بتصويت النائبين زياد العذاري وسناء حداد بلا ومعارضتهما لقرار المنصف المرزوقي. وهذا الانشقاق لم يقتصر على كتلة حركة النهضة فقد عبر 4 أعضاء من حزب التكتل عن معارضتهم للشاذلي العياري وصوتوا بلا وهم النائب علي بن شريفة وسامي عبد السلام وأحمد الخصخوصي وسلمى مبروك. وتواصلت المفاجآت في جلسة يوم أمس في التأسيسي بمساندة عضوين من كتلة المؤتمر من أجل الجمهورية لتسمية الشاذلي العياري وهما عمر الشتوي ومستشار رئيس الجمهورية سمير بن عمر، رغم أن الكتلة أعلنت معارضتها لقرار المنصف المرزوقي. ولعل أفضل وصف لهذا الانشقاق في أحزاب الترويكا والاختلاف في وجهات النظر حول القرار الجمهوري بين أبناء الحزب الواحد والكتلة الواحدة، جاء على لسان سفيان بن فرحات اليوم في الماتينال عندما قال " الترويكا دخلت فيها غولة" بسبب التضارب في التصويت. وأكد سفيان بن فرحات أن الانشقاق سيترك جراحه على الائتلاف الحكومي، وانتقد الأحزاب التي عارضت من قبل بشدة فكرة إقصاء التجمعيين واليوم عارضت تعيين الشاذلي العياري على خلفية مشاركته في النظام السابق، واعتبرذلك يدخل في ازدواجية الخطاب التي تعاني منها جميع الأحزاب. ونوه سفيان بن فرحات بالعملية الديمقراطية والتشويق الذي صاحب التصويت.