وبعد الرحلة الفرنسية، ومشاهدته لقصر فرساي والأبهة التي تزينه أمر ببناء قصر الصالحية نسبة وتبرّكا بالولي الصالح سيدي صالح قيدار دفين المكان، ويحتوي هذا القصر على بستان أنيق، جلب أشجاره من البساتين وجلب لسقيها الماء على الإبل من الآبار القريبة (...) وتم في أقرب وقت على أعجب ما يرى، وسكنه أياما قليلة». وبقي الباي يتردد على هذا القصر من قصره بحلق الوادي وقصر مصطفى خزندار بحمام الأنف.
وبعد وفاة أحمد باي وتولّي محمد باي الملك، نقل هذا الباي العسكر من المحمدية الى قشلة البشامقية بتونس، وأخذت المحمدية في الخراب. يقول أحمد بن أبي الضياف:«وللباي محبه في خرابها، شأن غالب ملوك الاطلاق في محو آثار من تقدّم منهم».
المحمدية من خلال كتاب «إقامات البايات Résidences beylicoles لمرسال قندولفسمّيت المحمدية نسبة الى محمد باي بن حسين باي مؤسس الدولة الحسينية والذي تولى الحكم من سنة 1756 الى سنة 1752، وهو محمد الرشيد باي ولم يكن يعرف في عهده الا باسم محمد اذ لم تلحق به صفة الرشيد الا بعد وفاته بعقود. وقد اتخذ هذا الباي المحمدية مكانا للنزهة والتمتع بالطبيعة الجميلة، وعقد المجالس الأدبية والفنية والموسيقية فيها مع ثلة من الشعراء والأدباء والفنانين اللامعين وكان «يلازم البساتين» على حد عبارة أحمد بن أبي الضياف.
وقد سكن محمد باي المحمدية بعد مقتل عمه الباشا علي بن محمد في 25 سبتمبر 1756 يسكنه طيلة اربع سنوات الى سنة وفاته سنة 1759 وكان يقضي فيها خاصة فصل الصيف.
أما المشير الأول احمد باي فكان يقضي فيها كامل فصول السنة ما عدا الصيف يسكنها مع أفراد حاشيته مع وزراء وكتّاب. كان ذلك بعد رجوعه من فرنسا وزيارته لقصور فرساي ولم يكن يتغيّب أحد من وزرائه منها الا مصطفى صاحب الطابع نظرا الى شيخوخته ولم يكن يزورها الا أيام السبت. يتبع