صحيح أن فضاء العبدلية أغلق لأسباب قيل إنها سياسية.. بيد أن مفاتيح هذا الفضاء لا تدور إلا للثقافة والمثقفين، فما كان من الوزارة إلا أن عيّنت مديرة جديدة لهذا الفضاء وهي السيدة رابعة الجديدي لتفتح هذا الفضاء بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة بتونس وتحت إشراف وزارة الثقافة ليعلنوا في توقيت قياسي عن دورة جديدة من تظاهرة «ليالي العبدلية» تزامنا مع احتفال بلادنا بعيد الجمهورية تظاهرة انطلقت بنكهة طربية مع فرقة دار الأوبيرا المصرية للموسيقى العربية بقيادة رتيبة الحفني التي نرجو تحسن حالتها الصحية بعد وعكة صحية بسيطة، تجاوزتها بسلام ليلة أول أمس في افتتاح «ليالي العبدلية» بالمرسى. فرقة دار الأوبرا المصرية، عزفت أحلى أنغام عمالقة الموسيقى العربية وفنّها وصاحبها صوتان من أجمل الأصوات الشبابية في العالم العربي وهما: وليد حيدر وريمان عبد الغني فالأول غنّى للعندليب الأسمر ولفريد الأطرش والثانية غنّت لكوكب الشرق وللراحلة مؤخرا وردة الجزائرية واختتم هذا الثنائي العرض بأغنية «يا سلام على حبي وحبّك» في أداء ثنائي على طريقة فريد الأطرش وشادية.
نفس طربي
المهمّ أن الطرب مازال متواصلا ووردة الجزائرية ستخصص لها سهرة خاصة تكريما لروحها في حفل تحييه الفنانة علياء بلعيد. والأهم هو أن فضاء العبدلية فتح أبوابه مجددا للإبداع والثقافة وللإبداع وللفنون، وقد وجدنا في مديرته الجديدة كل الترحاب والتواضع، وحركيتها في سبيل إرضاء الجميع من إعلاميين وجمهور... ويمكن القول إن الوزارة أحسنت الاختيار ووضعت الإنسانة المناسبة في المكان المناسب.
إقبال كبير
وتجدر الإشارة إلى أن حفل افتتاح «ليالي العبدلية» ليلة أول أمس بقصر العبدلية عرف إقبالا جماهيريا محترما جدا، فأغلب المقاعد محجوزة والإقبال نوعي رغم أن الدخول يومها كان مجانا وعموما يمكن القول إن حفل الافتتاح كان ناجحا على كل المستويات، رغم الإعداد لهذه التظاهرة في وقت قياسي.
نجوم حاضرة
ويذكر أنّ حفل افتتاح «ليالي العبدلية» شهد حضور الفنان لطفي بوشناق والفنان محمد الجبالي والممثل رؤوف بن عمر، وثلاثتهم لم يغادروا قصر العبدلية إلا بعد نهاية العرض.
كما تجدر الإشارة إلى أن بعض الجماهير من الأشقاء المصريين جاؤوا ليقطعوا حديثنا مع الفنان لطفي بوشناق، ويصفوه بأحلى الصفات ويشكرونه على تألقه المتواصل، واهتماماته بالقضايا العربية والإنسانية في أغانيه.
الوزير والإعلام...
وعلى صعيد آخر حضر الحفل السيد مهدي مبروك وزير الثقافة رغم حضوره بأكثر من تظاهرة في نفس اليوم، وما يمكن ملاحظته، هو استجابة الوزير لكل وسيلة إعلام تريد أن تحاوره وقد ظلّ أكثر من ربع ساعة يجيب عن أسئلة كل وسيلة إعلام بمفردها ولم يقلقه الأمر ولم تظهر على وجهه ملامح القلق إطلاقا بل كان دائم الابتسامة، مراوغا عند اللزوم ومسهلا في التفسير أحيانا.