منطقة «الحكايمة» التي تبعد قرابة 18 كلم عن مدينة المهدية ما زالت تعيش حالة من التهميش على جميع الأصعدة، ولم يقع إيلاؤها المكانة التي تستحق من التنمية، وحتى بعض المشاكل التي حاول الأهالي الفاعلون في المنطقة حلها لم تجد آذانا صاغية من قبل المسؤولين. وأبرز مثال على ذلك أن أحد مقرات التجمع المنحل المحاذي لنادي الشباب الريفي ظل مهملا ولم يقع استغلاله ولا التفريط فيه لإحدى الجمعيات أو المنظمات، بل حتى هناك من طالب بأن يقع استغلاله لبناء مركز للحرس الوطني.
المقر الذي يمسح قرابة ال50 مترا مربعا ويفتح على طريقين تم خلعه وتكسير أبوابه ونوافذه وصار مرتعا لشرب الجعة وأشياء أخرى على مرأى ومسمع من الأهالي. المندوبية الجهوية للشباب والرياضة، ممثلة في دار الشباب المتنقلة الأولى حاولت ضم المقر المذكور إليها لتوسيع نادي الشباب والاستفادة من الفضاء بما يسمح لأن يكون مستقبلا دار شباب تحتضن الطاقات الشبابية، وتفتح المجال لأطفال منطقة «الحكايمة» للاستفادة من الوقت الحر في هذه المؤسسة.
وقد أكد مدير دار الشباب المتنقلة أنه قام بإرسال ملف كامل يرصد صورة المقر والأضرار التي تأتي منه لنادي الشباب وأرسل التقرير مصحوبا بصور إلى المندوبية الجهوية للشباب والرياضة وإلى معتمد المهدية، ولكن إلى الآن لم يتلق الرد. وأضاف مدير المؤسسة أن بقاء المقر على حالته تلك قد يعود بالمضرة على رواد نادي الشباب. والغريب أن السلط الجهوية لم تحرك ساكنا حتى بعد أن وصلتها معلومات عن نيّة أحد المواطنين تحويل المقر لصالحه، مع العلم أن هذا الفضاء يقع وسط منطقة «الحكايمة» وتم خلعه والعبث به أثناء الثورة التونسية.