كاد جدول توزيع الميداليات أن يسجل منذ اليوم الافتتاحي للمسابقات اسم تونس بفضل بطلة المبارزة ايناس البوبكري التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق انجاز تاريخي في الدور ربع النهائي في سلاح الشيش أمام الايطالية فالنتينا فيتزالي» بطلة الأولمبياد في ثلاث مناسبات متتالية (سيدناي 2000 وأثينا 2004 وبيكين 2008). فبعد اجتيازها بنجاح الدور السادس عشر ثم الدور ثمن النهائي وقفت ايناس البوبكري الند للند أمام أسطورة المبارزة العالمية فيتزالي التي فازت في النهاية بفارق نقطة واحدة (8 7) وأنهت فيتزالي المسابقة في المرتبة الثالثة وراء زميلتيها الايطاليتين أريانا أريڤو (فضية) وأليسا اي فرنسيسكو (ذهبية) وهو ما يؤكد سيطرة إيطاليا على المبارزة النسائية. ويعتبر انسحاب ايناس البوبكري امام البطلة الاولمبية فيتزالي في الدور ربع النهائي واحرازها المرتبة السادسة أولمبيا انجازا عظيما للمبارزة التونسية.
ابنة هندة الزوالي ولمن لا يعرف ايناس البوبكري نذكّر بأنها ابنة بطلة المبارزة السابقة هندة الزوالي التي سيطرت لمدة طويلة خلال الثمانينات على المبارزة الافريقية. وإيناس تزاول تعليمها في فرنسا وتتدرب هناك تحت اشراف المدرب الفرنسي يان ديتيان الذي ينتمي في نفس الوقت الى الاطار الفني للجامعة الفرنسية للمبارزة.
طارق يهنئ
وقد حضر اللقاء وزير الشباب والرياضة طارق ذياب الذي شجّع طويلا إيناس بعد انهزامها أمام الايطالية مقدرا المجهود الكبير الذي قامت به هذه البطلة وهي التي ظلت طيلة سنة 2011 بعيدة عن النشاط من جراء اصابة حادة عادت على اثرها بعزيمة كبيرة جعلتها تتحصل على ميدالية فضية في الألعاب العربية بعد هزيمتها في النهائي امام لبنانية من اصل أمريكي.
وتفيد الأنباء التي استقيناها من لندن ان ايناس أجهشت بالبكاء ولمدة طويلة اثر انسحابها وكأنها أرادت ان تقول لكل من لم يؤمن بإمكانياتها «سامحكم ا&... ألم توبّخكم ضمائركم الآن...» وماكان من الوزير الا ان واساها طويلا واعدا إياها وكافة عائلة المبارزة بأنه سيولي هذه الرياضة عناية خاصة جدا.