مما لا شك فيه أن التزود بالماء الصالح للشراب يعتبر من الضروريات خاصة في الأرياف التي تنتمي جغرافيا الى مدينة العلا مثل منطقة أولاد سعود وأولاد علي وأولاد منصور والعواديد وغيرها خاصة للأهالي التابعين لوادي الجباس. هؤلاء مازالوا يعانون من العطش وطلبوا من «الشروق» إيصال صوتهم على أمل أن تلتفت إليهم السلط المحلية والجهوية وتعالج مشكل العطش المزمن لديهم. عربية درعي، كانت تملأ أوعية بلاستيكية من حنفية تابعة لمعصرة زيتون على الطريق الرئيسي الرابط بين حفوز والعلا. انشغلت بحاوياتها قليلا حفاظا على أولويتها وسط زحام «العطشى تحت لفح الهجيرة»، قبل ان تؤكد انها تكتري سيارة ب7 دنانير لجلب الماء في كل مرة بعد ثلاثة ايام. لان مسقط راسها بأولاد سعود بالعلا لا يوفر لها الماء. وبينت أنها أرملة وأم لسبعة أطفال وظروفها الاجتماعية قاسية وتجد صعوبة في توفير تكاليف جلب الماء وطالبت بتشغيل البئر العميق الجديد الذي جهز لتزويد المنطقة بالماء وعبرت عن استغرابها من عدم تشغيله في ظل ارتفاع الحرارة وأصبحت تفكر في النزوح مثل أقاربها الذين تركوا ديارهم هروبا من العطش. الكهرباء تعطل الماء
وغير بعيد عنها الفرجاني العيدودي الذي جاء صحبة ابنته على حماره مصحوبا بأوعية بلاستيكية لجلب الماء. أكد انه يواجه صعوبة كبيرة في التنقل بين المسالك الفلاحية السيئة. وأشار الى أن البئر تنقصها فقط الكهرباء لتشغيلها وتساءل عن تواصل تعطلها. وبين أن أغلب أقاربه هاجروا إلى المناطق المحظوظة هروبا من الواقع المرير وقد نفقت بعض الحيوانات نتيجة العطش. وقد وجه شكره الى صاحب المعصرة الذي مكنهم من التزود بالماء.
هذا وصرّح الأهالي أن الوالي وعدهم بإيجاد حلّ سريع خاصة قبل شهر رمضان لكن إلى حد الآن بقيت العلا على حالها. وللتذكير فإن هذه المعتمدية شهدت عدة اضطرابات واحتجاجات للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب خاصة عند قطعه من طرف عدة جمعيات مائية وهذه الوضعية الحرجة جعلت والي الجهة يستقبل البعض من الأهالي في إطار الاستماع إلى مشاغلهم وطالبوا بالمناسبة بعدم التعامل مستقبلا مع الجمعية المائية مقابل التمتع بالماء الصالح للشراب عن طريق الشركة الوطنية للاستغلال وتوزيع المياه. كما تم وعدهم بتزويد اغلب المناطق بالماء قبل شهر رمضان لكن حدث عكس ذلك واتضح أن أبناء العلا مازالوا ينتظرون تنفيذ الوعود.