معاناة قديمة يجابهها سكان منطقة السواني من ولاية جندوبة تتمثل في انعدام مياه الشرب وهو مشكل دفع طال انتظار ايجاد حلول له ولكن دون جدوى رغم ما تختزنه جهة جندوبة من موارد مائية تقدر ب362 مليون م3 بفضل وفرة السدود والبحيرات والآبار العميقة فإن ظاهرة العطش مازالت تهدد ما يقارب 200 ألف عائلة تتكاثف الجهود لتمكينها من الماء الصالح للشراب في إطار مشروع المحاور الكبرى الذي خصص لتزويد الأرياف المحرومة والمناطق الحدودية والجبلية الوعرة بالماء الصالح للشراب والذي تكتمل مراحل إنجازه سنة 2015 .وفي انتظار ذلك مازالت مناطق وتجمعات سكنية تعاني العطش رغم قربها من مركز الولاية وسهولة تزويدها بقنوات الماء نضرا لسهولة تضاريسها من ذلك منطقة السواني التي تضم ما يفوق 800 عائلة من دواوير الترايعية والمعايلية وأولاد إينوبل والقرية ...وهذا العطش ظهرت معالمه في وجهين . أما الوجه الأول فيتمثل في محدودية ما تجود بها الحنفيات العمومية والخاصة المنتصبة بالمنطقة ذلك أنها تعمل ليوم وتنقطع لأيام وهو انقطاع يتضرر منه البشر والزرع والحيوان على حد السواء وإلى جانب بخل هذه الحنفيات عن العطاء لأيام فإن المسؤولين عن الجمعيات المائية يلجؤون للعقاب الجماعي بقطع الماء عن الجميع لمجرد امتناع شخص أو بعض الأشخاص عن تسديد معاليم الاستهلاك وهو إجراء ذهب ضحيته الحابل والنابل. أما الوجه الثاني فيتمثل في طريقة الحصول على الماء عندما تبخل الحنفيات عن العطاء والمتمثل في تنقل السكان لمسافات طويلة للبحث عن الماء فمنهم من يتنقل على ظهور الحمير لمسافة 08 كلم للتزود بماء الصوالة ومنهم من يتنقل أيضا لمدينة بلاريجيا 10 كلم لنفس الغرض أما البعض الآخر ممن توفرت لديهم وسائل نقل فيتنقلون لمدينة جندوبة 15 كلم لاستجداء الماء من بعض الأقارب أو الأحباب في شكل أدنان تملأ لتفي بحاجة يوم أو يزيد وهناك فريق رابع يشتري الماء بالمال وهو ماء يجلبه أصحاب السيلرات (الباشي والايسيزي ) من عين بومرشان من معتمدية عين دراهم 50كلم ويكون ثمن الدن الواحد دينار أو يزيد حلول واقع العطش هذا الذي تعيشه منطقة السواني دفع بأهاليها إلى إطلاق صيحات فزع عقبها عدد من الاعتصامات بمقر الصوناد ثم قطع للطريق المغاربية التي تشق المنطقة وكذلك التهديد بتعطيل مشروع «المحاور الكبرى» المتعلق بتزويد الأرياف البعيدة بالماء الصالح للشراب الذي يمر عبر المنطقة ويشق أراضي على ملكهم . ومسألة تزويد منطقة السواني بالماء الصالح للشراب لا تتطلب تكلفة مرتفعة نظرا لسهولة التضاريس وقرب قنوات جلب مياه سد بوهرتمة من التجمعات السكنية إضافة لما تتميز به المنطقة بترامي السهول التي قد تحولها توفر المياه إلى جنة على وجه الأرض يتغير معه واقع المنطقة نحو الأفضل ويخلصهم من معاناة طالت وتجددت وفي ثوب جديد مع إطلالة كل موسم صيف كان التعامل معها بكثير من اللامبالاة ومماطلة خرج معها المواطن هو الخاسر الوحيد في جميع الأحوال .