تحت شعار «طيبة وعشرة كبارنا نعلموها لصغارنا» نظمت جمعية محمد علي بقفصة ندوة حول دور المجتمع المدني في الحد من مظاهر العروشية بالجهة والمآسي التي تسببت فيها خاصة بعد ثورة 14 جانفي ثورة الحرية والكرامة. انطلقت الندوة بمقاطع فيديولشهادات بعض اهالي قفصة من مختلف المعتمديات حول موضوع العروشية الذي لم يكن مطروحا منذ عقود بالشاكلة الحالية وان وجد فيتم تطويقه بسرعة من قبل حكماء العروش وكما جاء في الشهادات فإن الفسفاط هوالذي جمع الجميع للعيش في كنف الاحترام والتفاهم والتعاون. وبعد استعراض هذا الفيديو ألقى السيد عمر حفيظ مداخلة حول مساهمة المجتمع المدني في الحد من ظاهرة العروشية وركز على ضرورة هيكلة الجمعيات تحت جبهة واحد لمقاومة هذه الآفة والاتصال مباشرة بالشباب وتأطيرهم وتوعيتهم من خلال تنظيم ندوات بالأحياء الشعبية واضاف انه على المجتمع المدني التحرك بسرعة والقيام بتحسيس المواطنين بخطورة هذه الظاهرة ومدى تأثيرها على العلاقات الاسرية واشار الى وجوب تعاقد الجمعيات مع مختصين في المجال النفسي والاجتماعي الى جانب مستشار حقوقي من جهة اخرى طالب الحكومة بتقديم اجوبة واضحة عن التفاوت الجهوي الذي كرس العروشية الى جانب الاسراع في ايجاد حلول لمشكل البطالة والتنمية معتبرا انهما ساهما بشكل كبير في بروز العروشية بعد الثورة وطالب المجتمع المدني بالتضامن من اجل القضاء على هذه الظاهرة اما السيد المنصف الزيدي فقد تعرض الى اسباب ظهور العروشية من جديد واشار الى ان هناك اياد خفية وراء تغذية الظاهرة لمصالحهما الشخصية كما حمل المسؤولية لمستعمر النظامين البورقيبي والنوفمبري من خلال السعي الى التفرقة بين ابناء الشعب الواحد حيث كانت نتائجه وخيمة تجلت في ما عاشته بعض الجهات من احداث مؤلمة بعد الثورة وطالب بضرورة الكشف عن الايادي الخفية اجتماعيا وسياسيا ومحاسبتها لأنها استغلت ابناء الشعب ونشرت الفتنة بينهم. كما تدخل السيد يوسف بن دبش الذي رأى ان مسألة العروشية في الخمسينات والستينات كانت موجودة بصفة قليلة والخصومات كانت بسبب الارض ويتم فض المشكل بسرعة اما الان أكد ان السبب الرئيسي يعود الى حالة الاحتقان التي يعيشها الشباب من بطالة وفقر كما وجه دعوة الى الشباب الى عدم الانسياق وراء هذه المسالة واخذ العبرة من الكبار في التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين كل العروش وركز على مسألة المصاهرة التي اثمرت اجيالا متتالية كما طالب الحكومة بنشر العدالة الاجتماعية بين ابناء الشعب التونسي الانسة منى حمدي اشارت في تدخلها الى اهمية هذه الندوة لما عكسته من عبر ومعان اجتماعية سامية خاصة ما عرض في الشهادات المصورة اوالحية حول التعايش السلمي بين مختلف العروش في زمن الاستعمار رغم الظروف القاسية التي كان المواطن التونسي يمر بها ودعت الشباب الى استخلاص العبرة من الاجداد والاباء لما قدموه من نصائح لأجل القضاء على العروشية واضافت ان ابناء قفصة عليهم التأقلم فيما بينهم ووضع اليد في اليد من اجل القضاء على التداعيات السلبية لظاهرة العروشية