يستعد المطرب عدنان الشواشي للصعود يوم 9 أوت القادم على ركح مهرجان قرطاج الدولي مشاركا في العرض الفني «وطن الحب» الذي تشرف على إعداده وزارة الثقافة وتنفذه فرقة موسيقية بقيادة الفنان عازف الكمنجة محمد الأسود. في هذا اللقاء معه يتحدث عدنان الشواشي ل«الشروق» عن «وطن الحب» ويكشف من ناحية أخرى الكثير من هواجسه الفنية.
«وطن الحب» ماهي استعدادتك له؟
هو عرض فني سيقدم ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي... سيكون إلى جانبي نور الدين الباجي وحسن الدهماني ودرصاف الحمداني وشهرزاد هلال وسأقدم خلاله 4 أعمال فنية: (2 من الإنتاج المعروف) واثنين ستنفذ لأول مرة على ركح مهرجان قرطاج الدولي.
في هذا تأكيد على أنك لم تتوقف عن الإنتاج؟
من قال لك ذلك... أنا دائم العمل الفني.
لكنك تغيّرت يا عدنان؟ ومن لم يتغيّر؟ أصبحت نادر الظهور؟
أنا موجود على الساحة الفنية عبر الأثير في كل الإذاعات دون استثناء حيث نلت شرف تقديم أعمالي الجديدة إلى جماهير المستمعين والمستمعات.
في كلامك عتاب إلى التلفزة؟
أبدا، لكنني مقتنع بأن ظهوري في التلفزة لم يعد يسمح لي بأن أرضى بالمعتاد، الظهور في التلفزة اليوم وبالنسبة لكل فنان يحترم نفسه وفنه وجمهوره... يتطلب حسب رأيي الظهور، شروطا وآليات أساسية لتكون الصورة المقترحة في مستوى ما نشاهده عند تقديم زملائنا العرب من فنانين وهذا يتطلب أشياء وأشياء ليست في متناول أي منا اليوم لذلك أفضل الركون إلى ذبذبات الأثير لأنها الوحيدة التي تضمن لي تمرير مادة موسيقية في المستوى المطلوب.
يعني أن الأغنية في التلفزة فقدت هيبتها؟
بل أصبحت هيبتها رهينة الصورة وما أدراك ما الصورة فمهما كان مستوى الأغنية إذا لم يتم تقديمها في التلفزة بصورة تتناسب والعصر فهي حتما أغنية مبتورة وبالتالي عاجزة عن مزاحمة زميلاتها في العالم العربي.
هل أنت مع الرأي الذي يقول: إن الوضع الفني في تونس بعد الثورة مازال يكتنفه الغموض؟
أنا أقول إن كل شيء دون استثناء مرتبط بالسياسة.
ما يلاحظ أنه رغم هذا الغموض فقد غزت عديد الأنماط الجديدة الموسيقية الموسيقى التونسية ك«الراب» أو ما يسمى بالأغنية الملتزمة؟
شخصيا أرى أنه في بروز مثل هذه الأنماط التعبيرية الجديدة بالنسبة لنا في تونس ثراء في تنوع مجالات التعبير وثراء في الخيال الإبداعي التونسي لكن الزمن وحده كفيل بالغربلة كي يبقى الإبداع الحقيقي في الذاكرة الشعبية وفي صفحات كتاب أغنيتنا ملتزمة كانت أم عاطفية أم سياسية أو فكاهية فالجميل يبقى جميلا ولو تردى كل شيء من حوله.
هل تعتبر في تعدد النقابات الموسيقية ظاهرة صحية؟
طبعا، كل هذه النقابات لها دور أساسي في تنظيم القطاع وضمان مستقبل العائلة الموسيقية التونسية الكبرى، شخصيا أرى أن التنوع رحمة وضمان لإيجاد أكثر الحلول الممكنة لحل كل المشاكل على سبيل المثال رأيان أفضل من رأي واحد فما بالك ب3 أو أكثر بشرط أن يلتزم الجميع باحترام بعضهم البعض مهما اختلفوا.
وهل من الضروري أن تكون للفنان إيديولوجية سياسية معينة؟
لم لا... ثم هل من الجرم أن يقتنع مواطن يمتهن الفن بنظرية ما أو ايديولوجية ما أو فكر ما إذن الانتماء السياسي كعدمه هو أمر طبيعي بالنسبة للجميع.
وماذا عن الانتماء السياسي لعدنان الشواشي؟
آخذ من كل حزب ما يتناسب وقناعاتي واحتياجاتي لكني أرفض التطرف مهما كان نوعه لأنني تربيت على أن أكون وسطيا ومقتنعا إلى حد النخاع بأن أفضل الأشياء أوسطها.
كفنان... كيف يبدو لك الحراك السياسي في بلادنا؟
ما أقوله في هذا الشأن إنني ألتهم السياسة التهاما أتابع كل أخبارها وأناقش في كل جزئياتها وأحاول أن أتعلم كيف أبني لأحفادي وطنا جميلا آمنا حرا ذا مبادئ وطموحات وإشعاع لطيف ومشرف ومضيء.