«أم المعارك» هكذا وصف الرئيس السوري بشار الاسد المواجهة المسلحة القائمة في بلاده بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة التي أكدت مصادر مطلعة أنها حصلت على صواريخ «أرض جو» من بعض الأطراف المعادية لسوريا الدولة والدور. وجه الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاربعاء كلمة الى القوات المسلحة السورية بمناسبة مرور 67 عاما على تأسيس الجيش العربي السوري مؤكدا إن «معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. ويتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا».
حرب بالوكالة
واضاف ان «عدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن والاستمرار في استنزاف قدراتنا الاقتصادية وكفاءاتنا العلمية»، مضيفا «أرادوا حرمان شعبنا قراره الوطني ودفعه إلى الارتماء بأحضانهم ولكن أذهلهم أن يروا هذا الشعب الأبي على قلب رجل واحد يواجه مخططاتهم ويتصدى لها ويلحق الهزائم بها».
وخاطب الأسد القوات المسلحة بالقول «يا رجال الوطن لقد سطرتم مجددا أروع ملاحم العزة والإباء والكبرياء وأثبتم بمواجهتكم الحرب التي تتعرض لها بلدنا وبتصديكم للعصابات الإرهابية المجرمة طيلة المرحلة الماضية أنكم أصحاب العزائم الصلبة والضمائر الحية وأنكم المؤتمنون على قيم الشعب».
واستنهض الأسد القوات المسلحة السورية، داعياً إياها إلى «مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه». وقال «ثقتي كبيرة بكم وجماهير شعبنا تنظر إليكم على أنكم صمام أمانها ومبعث فخارها وشرف انتمائها والمدافع عن قضاياها العادلة»، مشدداً على أن الجيش كان وسيبقى «عنوان ذلك الانتماء الأصيل للأرض التي غرستم أقدامكم فيها لتحصنوها ولتحولوا بينها وبين أي معتد آثم». صواريخ «أرض جو»
وفي تطور لافت لمسار المواجهة العسكرية في سوريا , ذكرت شبكة (أن بي سي) الأمريكية في تقرير أن المعارضة المسلحة في سوريا تسلمت للمرة الأولى صواريخ «أرض جو» عبر تركيا.
ونقل مراسل الشبكة ريتشارد إينغل في تقرير عن مصادر بالمعارضة المسلحة إنه للمرة الأولى في القتال الدائر في سوريا، حصل ما يسمى ب «الجيش السوري الحر» على نحو 20 صاروخاً محمولاً مضاداً للطائرات تم إدخالها عبر تركيا.
ويأمل المعارضون أن تكون هذه الدفعة الأولى من شحنة من الأسلحة، مشيرين الى أن تأثيرها سيظهر قريباً. وقالت الشبكة «إن القوات السورية تتفوق في حلب في المجال الجوي، ولكن المعارضين قالوا إن ذلك سيتغير قريباً حسب قولهم وأن الاسلحة الجديدة المضادة للطائرات قد تساعد في معركتهم في حلب».
ولم تشر الشبكة إلى الجهة التي قدمت الأسلحة للمعارضة السورية على الرغم من قولها إنه تم تسليمها عبر تركيا. وكانت واشنطن أعلنت امتناعها عن تزويد المعارضة بالأسلحة، فيما اشارت تقارير إلى أن دولاً خليجية على رأسها قطر والسعودية تعمل على تزويد المعارضة السورية بالسلاح.
بدورها, أعربت المتحدثة باسم فريق المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة أمس عن القلق حيال الاقتتال واستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات في مدينة حلب شمال البلاد، مؤكدة استخدام المعارضة المسلّحة سلاح الدبابات في القتال. وقالت غوشة «قلقون جداً حيال لتطورات الخطيرة التي حصلت خلال 72 ساعة في مدينة حلب، وتزايد العنف بشكل كبير في مناطق شمال شرق مدينة حلب ومنها أحياء صلاح الدين وباب الحديد».
وأشارت الى أن فريق المراقبين الموجود في مدينة حلب «شاهَدَ تبادل إطلاق النار وقصف وانفجارات واستخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة والمدفعية، ولأول مرة إطلاق نار من طائرات حربية».
يشار إلى أن الجيش السوري يخوض أهم المعارك في مدينة حلب شمال البلاد التي تريد المعارضة المسلحة تحويلها إلى «بنغازي» سوريا .