استعدادا للألعاب الاولمبية 1964 في طوكيو أرسل الباهي الأدغم كاتب الدولة للدفاع الوطنيآنذاك البطل محمد القمودي الى اليابان لاجراء تربص هناك والتعوّد على مناخها وملاعبها. يقول القمودي: عندما حللت بطوكيو لم أجد هناك هناك اي شيء ينبئني باني في بلد له علاقات بتونس حيث لا سفارة ولا سفير ولا قائم بأعمال ما عدا سفير العراق الذي تولى بعض شؤوننا هناك. وعند اقامة مسابقة ودية بين العدائين الموجودين هناك ارادوا رفع اعلام دول العدائين المشاركين فبحثوا عن العلم التونسي في كل مكان فلم يجدوه فاضطروا لأخذ حقيبتي (الصاك) وصوروا العلم الموجود بها وعلى ضوئه استخرجوا العلم المفدى الذي رفرف ولأول مرة في سماء اليابان على اثر هذه المسابقة. ومن اللقاءات التحضيرية بطوكيو الى البطولة العالمية العسكرية بمدريد (البطولة الشتائية) ولم تكسب بطلنا هذه اللقاءات الودية منها أو الرسمية الا اقتدارا وفرضا لطموح الشاب التونسي نحو البطولة والتتويج متحديا بذلك ايا كان متمسكا بان البطولة ليست من خاصية ذا أو ذاك بل هي لكل ساع اليها مهما كان بلده او اصله او جنسه. ومن أمام «هارو» و«سلقالو» (الاسبانيين) اقتلع النصر واعتلى منصة التتويج بمدريد وبرهن بذلك على حسن استعداده ومقدرته مؤكدا بذلك ان ما كان له من نصر في طوكيو ليس من باب الصدفة بل هي المقدرة وحسن الاستعداد.