... لأنه اختار الطريق الصعبة والوعرة وآثر التضحية بكل ما فيها من معاناة وما تتطلّبه من جلد ومكابدة وقدرة فائقة على التحمّل الى حد الألم.. ... ولأنه اختار الهجرة الى موطن عمالقة المسابح لمجاراة نسقهم والاحتكاك بالكبار.. ... ولأنه كان فعلا من طينة الكبار، فلقد حقّق أسامة الملولي حلما دفينا ظل يراود التونسيين منذ 40 عاما بالتمام والكمال. انه حلم توشيح صدر الرياضة التونسية بميدالية ذهبية ثانية تعزز تلك التي احرزها البطل الاولمبي محمد القمودي في أولمبياد مكسيكو 1968. يوم الأحد 17 أوت 2008 افاق التونسيون على بشرى الانجاز التاريخي لاسامة الملولي في سباق 1500 متر سباحة حرة، وفيهم من ضحّى بالنوم واختار السهر حتى الفجر لمواكبة الحدث مباشرة على الشاشة، فكانت سعادته لا توصف. انها سعادة كل تونسي يشاهد العلم المفدّى يرفرف عاليا امام انظار العالم ويستمع الى النشيد الوطني في موكب التتويج.. موكب تتويج أسامة الملولي بالذهب الاولمبي في اعظم تظاهرة رياضية عالمية.. هذا الذهب الذي أسعد ايضا كل العرب فرفع رؤوسهم وجعلهم يلتحقون بركب المتوّجين بالذهب في أولمبياد بيكين.