أسال الحديث عن مشروع فسفاط «سرا ورتان» من ولاية الكاف الكثير من الحبر في الاونة الاخيرة، ورغم ذلك ما زال أبناء الجهة ينتظرون انطلاقة «مشروع القرن» بين متفائل بمستقبل مشرق ومتشائم ومتحفظ. «الشروق» رصد مختلف وجهات النظر حول المشروع الذي يمتد على شريط يبلغ طوله 7 كلم وعرضه1كلم وتتوزع المساحة بين معتمديتي الدهماني والقصور وتشمل أرياف المدينة، عياضة، أولاد سلطان وعين القصيبة. أكد السيد أحمد الجبالي على أهمية المشروع وقلل من المخاوف البيئية المرتبطة بتنفيذه، فمنذ الثمانينات تم انجاز دراستين خلال سنتي 1984-1985 دراسة بلغارية اهتمت بالموارد المائية ودراسة إيطالية اهتمت بالبنية التحتية وخاصة الخط الحديدي باتجاه طبرقة وتركيز المخابر بالكاف لكن المشروع تبخر آنذاك. أما أحدث اتفاق فقد تم مع شركة صينية ستوجه الكميات لتحول بالقلعة الخصباء (بما في ذلك التصرف في مادة الفوسفوجيبس) التي كانت في السابق منجما للفسفاط ووضعها البيئي منهكا ولن تؤثر فيها عمليات استغلال فسفاط سرى ورتان وبذلك تتم عملية التقليل من مشكل التلوث، من جهة أخرى أكد محدثنا عدم وجود علاقة مباشرة بين المشروع والموارد المائية أي مياه العيون ومنابع المياه المعدنية باعتبارها موارد سطحية في حين ستقوم عمليات الاستغلال على مياه الابار العميقة. نتيجة لكل هذه المعطيات يبدو محدثنا متفائلا بتنفيذ المشروع خاصة وانه يساهم في توفير 25000موطن شغل ودفع عجلة الاقتصاد لكنه لم يخف تكتم الدولة عن حجم ثرواتها وكيفية استغلالها. السيد هشام القيزاني (باحث مختص في علوم المادة) بدا متفائلا ومتحمسا لتنفيذ المشروع فالصعوبة التي تكتنف تنفيذ المشروع ترتبط أساسا بالصبغة الصخرية للمنطقة عكس منطقة حوض قفصة السهلة الاستغلال لكن يمكن تجاوز هذه الصعوبة كما ركز على امكانية توفر معادن أخرى بالاضافة الى الفسفاط من جهة أخرى قلل من مشكل التلوث باعتبار أنه يمكن أن تتم عمليات الاستخراج والتحويل بأماكن أخرى مثل القلعة الخصباء وهذا يمكن أن ينعش اقتصاد هذه المدينة التي تضررت في السابق من جراء غلق المنجم ونضوب الثروة الفسفاطية بها. السيد توفيق القروي (استاذ جامعي) ركز على أن الأولوية المطلقة هي لتضافر جهود ابناء المنطقة لضرورة انجاح هذا المشروع نظرا لطاقته التشغيلية الكبرى ومسألة التلوث غير مطروحة بالمرة على الأقل خلال المرحلة الحالية فالأولوية لانطلاقة المشروع -الذي ستعهد عملية انجازه حسب ما راج مؤخرا الى جهات قطرية – الذي سيمكن من خلق عدد وفير من مواطن الشغل المباشر بالاضافة الى مواطن شغل غير مباشرة في علاقة بانتعاشة الحياة الاقتصادية بالمدن المستفيدة من تنفيذ المشروع كما أكد على ضرورة توفر الارادة السياسية وحث سلط الاشراف على أهمية تنفيذ المشروع بالنسبة للجهة وهذا دور أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين انتخبهم الشعب وتلقى على عاتقهم مسؤولية ابلاغ اصواتهم واقناع الجهات المسؤولة بجدوى هذا المشروع. هذه مواقف بعض النخب، أما رجل الشارع الذي يجهل الأمور التقنية كان له كذلك موقف من المسألة حيث ابدى السيد محمد الطاهر السلطاني تفاؤله بالدور التنموي الهام ل«مشروع القرن»اذا ماتم اخذ الاحتياطات اللازمة للمشكل البيئي والانعكاسات السلبية على القطاع الفلاحي. أما السيد صالح العكرمي فقد ركز على الدور الهام المنوط بعهدة الخبراء لدرء الخطر واقناع المتساكنين بجدوى المشروع الذي سيحقق القفزة الاقتصادية المنتظرة. عدد اخر من المستجوبين عبروا عن آمالهم الكبيرة في تنفيذ المشروع وتمنى في المقابل أن لا تكون عملية اثارته مجرد دعاية سياسية تنتهي بمجرد انتهاء العملية الانتخابية.