من المسائل التي حظيت بعناية الدولة تشجيع أبنائنا المهاجرين على الاستثمار وهو توجه كرسته توجهات رئيس الدولة في خطبه مما حفز هؤلاء على الانخراط في هذه المنظومة.... من بين هؤلاء السيد فتحي المرايدي الذي شاءت الصدفة ان نتلاقى ويحدثنا عن مشروعه الذي يتميز بكونه ايكولوجيا فلاحيا ثقافيا والذي اختار له من الأماكن منطقة الناظور بسيدي أحمد الصالح من معتمدية القلعة الخصباء بولاية الكاف. سألناه عن خصائص هذا المشروع فأجاب: «هذا المشروع أردت أن يكون متعدد الخصائص فهو سياحي فلاحي ايكولوجي ولهذا الغرض اقتنيت 95 هكتارا بعد اعداد دراسة دامت 15 سنة كاملة عن طريق خبراء مختصين في هذا المجال ويشتمل هذا المشروع على ما لا يقل عن 70 نشاطا مثل تربية النحل وغراسة الورود والتشجير بجميع أنواعه وتربية الماشية والفطر (الفقاع) والحلزون ومحمية الحيوانات البرية المتواجدة بكثافة في هذه المنطقة ومتحف التراث التقليدي بالجهة ومتحف للماء وتبادل خدمات مع ولايات أخرى لتمكين التلاميذ من اثراء معلوماتهم البيئية والاجتماعية ومتحف منجمي لتوفر المناجم بالجهة وتربية الأسماك داخل البحيرة ومنتزهات للعائلات ومركز علاج طبي وناد للخيول والفروسية وأجنحة ثقافية لعدة بلدان افريقية وعربية وواصل حديثه قائلا: «اختياري لهذه المنطقة لم يكن اعتباطيا بل نابع من معطى أساسي وهو غياب عامل التلوث بها علاوة على ما تحظى به من تنوع جغرافي وقربها من عدة مواقع أثرية ومن المهم التأكيد على أن هذا المشروع يلعب دورا اجتماعيا هاما لكونه سيوفر 100 مورد رزق لابناء المنطقة وخارجها اضافة الى ما سيوفره من مياه لمنطقة تعاني من نقص في هذا المجال خصوصا في فصل الصيف ومن جهة أخرى فإن هذا المشروع سيجلب بين 10 و20 ألف سائح سنويا ولعل الفائدة التي ستحصل لهؤلاء من ذلك أنه سيتسنى لهم الاطلاع على كل ما يريدون في نفس الفضاء وهو ما يعني اختزال 70 نشاطا في مكان واحد. ثم تطرقنا الى الجوانب الادارية لتجسيم هذا المشروع فقال: «ان السلط الجهوية التي اتصلت بها وعلى رأسها السيد الوالي وبعد أن وافقت مبدئيا على طلبي تحرص حاليا بالتنسيق مع السلط المختصة على توفير الدعم المادي اللازم والعمل من أجل اعداد الرخصة لانطلاق المشروع وانني انتهز هذه الفرصة لأشكرهم على هذا المجهود.