الفتاح: وهو الذي يفتح المنغلق على عباده من أمورهم ديناً ودنيا وهو الذي يفتح بين الحق والباطل فيوضح الحق ويبينه ويدحض الباطل فيزهقه ويبطله. ذكر اسم الله الفتاح في القرآن مرّة واحدة في قوله تعالى {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ 26). من هو الفتاح؟ 1 الفتاح الذي يفتح الأبواب بدون أن تطلب؟ بدون أن يطلب الإنسان. فمثلا: فتح الفتاح العيون حتى يرى بها كلّ جميل مباح، وفتح الأذنين حتى يسمع الكلام ويميز الخبيث منه والطيّب، وفتح منفذا ليأكل منه ومنفذا لتخرج منها الفضلات وأنزل من السماء الماء طهورا فأخرج به من كلّ الثمرات وأجراه في الأنهار والأودية والآبار فسقي به النّاس والزرع والدواب والأنعام والحرث، فقال تعالى {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} (الفرقان 49) وفتح في جلدك فتحات حتى تتنفس وتخرج قطرات العرق، امكث يوما بعد صلاة الفجر إلى الشّروق وأنت تطرق باب الفتاح فستشاهد كيف أنّ الشمس تفتح النّهار بعد ظلمة اللّيل.ألم يقل ربّنا {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ} (القصص71). 2- الفتّاح يفتح كلّ مغلق: الذي بقدرته وإرادته يفتح كلّ مغلق فيكشف الكرب ويزيل الغمّة ويرفع البلاء ويكشف العسر، إذا أغلقت الأبواب ونزلت الدموع الساخنة على الخدود من غلبة الدّين وقهر الرّجال فاذهب إلى الفتاح بتوبة وأوبة، يا بنيّتي يا من تأخّر بك الزواج، يا من لم يسعفك الحظّ في النّجاح، وأنت أيّتها الزوجة التي لم تنجب إلى حدّ الآن لا تذهبي إلى العرّافين، والدجّالين.. وقولي يا فتاح؟ وأنت يا ابني يا من أتممت دراستك ولم تجد عملا وعائلتك في أشدّ الحاجة إلى مساعدتك قم اللّيل وقل يا فتّاح افتح عليّ، ولا تذهب إلى الكهنة والمشعوذين، يا من عظم مرضك وقلّ شفاؤك لا تيأس من رحمة الله واسأل الفتاح لكي يفتح عليك طريق الشفاء، وأعلم يا عبد الفتاح من ذهب إلى غير الفتاح أغلقت أمامه الأبواب وتشعبت عليه الأمور ولكن من عرف الفتاح فهوعلى يقين أنّه سيفتح عليه. يوم غزوة بدر المسلمون 300 والمشركون 1000: المسلمون معهم فرسين والمشركون معهم 100 فرس، موازين القوى غير متكافئة، النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يرفع يديه ويدعوربّه حتى يظهر بياض إبطيه ويسقط رداؤه ويقول: اللّهم أنجزني ما وعدتني لدرجة أن سيدنا أبي بكر من خوفه على النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يطبطب عليه ويقول له: هون عليك يا رسول الله. من كثرة إقبال وإلحاح النّبيّ صلى الله عليه وسلّم على الدعاء، ثمّ تدبّر هذه الآية الكريمة {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفال 19) ويستبشر النّبيّ صلى الله عليه وسلم ويقف ويقول: لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين: الله أكبر أبشروا هذا جبريل عليه السلام آخذ بعنان فرسه يقود ألفا من الملائكة يقاتلون معكم. قال تعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (الأنفال 9) ويأتي الفتح وينتصر المسلمون. من كتابه «فسحة في أسماء الله الحسنى»