كان اللقاء الحامس في طوكيو ودورة طوكيو هي الفرصة الوحيدة التي نستطيع في تلك الفترة ان نحكم بها على مقدره شخص ما نظرا لما تكتسبه عادة مثل هذه الدورات من أهمية بالغة لما تشتمل عليه من مفاجئات وامكانيات نظرا لوجود أبرز العناصر الرياضية وأعظمها، كذلك الأدمغة والخطط الجهنمية، وان قلت : خططا جهنمية وأضفت لها أفكار شيطانية تتنافى والمبادئ التي من أجلها قد تقام هذه الدورات فاني أعي ما أقول ولنترك القمودي يحدثنا وفي حديثه جواب على ذلك «دخلت دورة طوكيو وكنت أعدها بمثابة الامتحان العسير فالآمال في وطني تونس معلقة علي ومن الواجب ان أكون عند حسن الظن هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد تملكني الخوف لأن السباق قد جمع تقريبا أبرز وأمهر العدائيين العالميين مثل : كلارك جازي ميلز هارو ولم يسبق ان جمعني بهم سباق واحد مثل هذا لكن دخلت السباق بمعنويات مرتفعة شاعرا بتلك المسؤولية والآمال المعلقة عليّ ومنذ الانطلاق كنت هادئا مكتفيا بوجودي ضمن العشرة الأوائل حتى الاربعمائة متر الأخير حين انفصل «كلارك» عن المجموعة فاندفعت خلفه وبقينا في مد وجزر حتى الخمسين مترا تقريبا من خط الوصول اذ باغته «بخرجة» لم تكن في الحسبان وبقيت طيلة المسافة الباقية أعدو والتفت له بين الفينة والفينة خوفا من أن يباغتني خاصة وهو العداء الوحيد الذي يقرا له ألف حساب لكن المفاجاة كانت أعظم حين باغتني «ميلز» من جهة اليسار قبل خط الوصول ببضعة أمتار وصعب علي ادراكه وبذلك ضاعت مني المرتبة الأولى وميلز هذا لم يترك القمودي فرصة جمعته به سابقا إلا وهزمه لذلك كانت مفاجاته أعظم». عن كتاب ركضا من سيدي يعيش إلى مونيخ للحسين الحاج نصر