أكد محمود جبريل زعيم تحالف القوى الوطنية الليبية الفائز بأغلب مقاعد البرلمان الليبي المقبل عن الكتل السياسية الليبية بأنه لو استمرت الاغتيالات والتفجيرات في بنغازي فإن هناك مخاوف من أن تتحول ليبيا إلى عراق أو صومال آخر. وأضاف جبريل في تصريحات صحفية له اذيعت الليلة قبل الماضية بالعاصمة الليبية طرابلس أن تلك الإغتيالات والانفجارات في بنغازي هي رفض لنتائج الإنتخابات الليبية ملاحظا أن استمرار الانفلات وتواصل الاغتيالات والتفجيرات عوامل قد تحول ليبيا إلى عراق أو صومال جديدين.
مصالح الشعب الليبي
وطالب جبريل الشعب الليبي بعدم ترك الشارع معتبرا أنه على المواطنين الليبيين أن يدافعوا عن مصالحهم.
وأوضح جبريل أن من حق المواطنين إنتظار ثمرة الثورة في ليبيا، مشيرا إلى أن الشعب الليبي وعيه السياسي أعلى من الجميع ومن كل النخب السياسية. وحول تصريحات مفتي ليبيا الدكتور صادق الغرياني خلال الانتخابات الليبية، قال جبريل إن مفتي ليبيا يعد رمزا من رموز الدولة، موضحا أنه من الممكن أن يقوم المفتي بدور في وقف إستباحه وغياب الدولة في ليبيا، ودور القوى الخارجية في ليبيا حاليا، والتى لها مصالح ومطامح غير مشروعة في ليبيا.
وطالب جبريل بعدم تعطيل مصالح الدولة الليبية، وتوفير احتياجات المواطنين الليبيين، وإعادة كامل سلطة الدولة وخدماتها وعدم العودة للامركزية، والعودة للبلديات، وعودة الشركات الأجنبية والمشاريع، وإعادة بناء الجيش والشرطة، وإيجاد عمل للثوار في كافة أجهزة الدولة.
وأكد جبريل أن تحالف القوى الوطنية يفتح المجال للتعاون مع جميع القوى الليبية، موضحا أن التحالف الحقيقى مع الشعب الليبي نفسه. وأشار جبريل إلى أهمية الحفاظ على وحدة التراب الليبي، وعودة التنمية لليبيا، منددا بحملة التشويه التى تعرض لها التحالف خلال وبعد الانتخابات البرلمانية الليبية.
حسابات ليبية
وجاءت تصريحات السياسي الليبي قبل أقل من أسبوع من نقل السلطة من المجلس الوطني الانتقالي إلى المؤتمر الوطني العام(المجلس التأسيسي). وذكرت مصادر مطلعة أن جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية الفائز في نظام القوائم ب39 مقعدا قد لا يقبل تولي منصب رئاسة الوزراء ولا يرشح أحدا من تحالفه لرئاسة الحكومة التي سيشكلها المؤتمر الوطني العام، وهو ما يعتبره مراقبون في حال ثبوته: خذلانا للناخبين الذين أعطوا أصواتهم لتحالف جبريل ليتجاوز بالبلاد هذه المرحلة الصعبة. وقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه المركز الليبي للبحوث والتنمية أن 76% من العينة المستطلعة أراءهم ترشح محمود جبريل ليكون رئيسا للوزراء في الحكومة القادمة.
وقد ظهر من خلال تحركات الاعضاء الفائزين من القوائم والأفراد أن هناك حديثا عن منصب رئيس الحكومة ومنصب رئيس المؤتمر مفاده أن يكون الأول من الشرق بينما يتولى منصب رئيس المؤتمر شخص من الغرب أو الجنوب. وذكرت عدة وسائل إعلام خارجية أن التوافق لم يكتمل بعد على هذه المحاصصة الجهوية، ورجحت مصادر مقربة من التحالف أنهم يفضلون الحصول على منصب رئاسة المؤتمر الوطني العام لبعدها عن التنفيذ المتعلق مباشرة بالملفات الساخنة التي تجعل من يتولاه يصطدم مباشرة بالسخط الشعبي بعد ارتفاع سقف التوقعات بدرجة غير موضوعية واعتياد الناس على التظاهر والاعتصام لأدنى سبب مما قد يعرقل أداء الحكومة القادمة ويعرضها للفشل، بينما تحدثت أصوات من المستقلين عن رغبتهم في تكوين كتلة أكبر من كتلتي التحالف والعدالة والبناء وهو ما يشكك المراقبون في إمكان حصوله خاصة بعد تسرب معلومات شبه مؤكدة عن وصول كتلة المتحالفين مع تحالف القوى الوطنية إلى حدود 70 مقعدا وبلوغ كتلة المتحالفين مع حزب العدالة والبناء ما يقارب ال 80 مقعدا بحسب مصادر محايدة.