وقد غطّى انتشار هؤلاء كلّ المساحات في شوارع مدينة صفاقس وأمام الفضاءات الكبرى التجاريّة ففي كلّ عشرة أمتار تجد حارسا تنعدم فيه كلّ مواصفات الحراسة انطلاقا من شكله وهندامه ولغة تخاطبه مع أصحاب السيّارات وقد يشكّل تصرّفهم هذا مصدر ازعاج لمستغلّي السيّارات وخاصّة منهم النسوة... فبلديّة صفاقس ونظيراتها في كلّ من ساقية الزيت وساقية الداير لم تحرّك ساكنا في مسألة حراسة السيّارات ولم تول اهتماما بها بالرغم مما تشكّله من تجاوزات أخلاقيّة وقانونيّة ولقد حان الوقت للانكباب على ملفّ حراسة السيّارات في دوائر بلديّة صفاقس والعين وقرمدة وساقية الزيت وساقية الداير وإعطائه ما يستحقّه من عناية ورعاية انطلاقا من جانبه الاجتماعي لما يوفّره من مواطن رزق لعدد محدود من القاصرين عن الحركة العضويّة والمعاقين في مجال حراسة السيّارات.
لقد أصبح من الأكيد والعاجل الاهتمام بمسألة حراسة السيّارات في الشوارع وأنهج مدينة صفاقس ووضع حدّ لهذا المظهر الاجتماعي الخطير لما قد يسبّبه من مشاكل ومشاكسات بين من نصّبوا أنفسهم حرّاسا والمواطنين وبات مطلوب من مصالح التراتيب البلديّة أن تقف وقفة حزم إلى جانب الهياكل الأمنيّة وذلك بإقرار كرّاس شروط تنظّم مهنة حراسة السيّارات بشوارع وأنهج مدينة صفاقس وجعلها وظيفة اجتماعيّة تحترم فيها الذات البشريّة وانتشالها ممّا تتخبّط فيه اليوم من مشاكل وخرق للقانون.