استنكر عديد المرضى من نقص فادح في الأدوية منها الحياتية التي يستهلكها مرضى السكري والقلب وضغط الدم والأعصاب. وتجاوزت قائمة الأدوية المفقودة حسب مصادرنا 40 دواء. بلغنا من جهة أخرى وجود نقص كبير في أكياس الدم إذ لا يتجاوز المخزون حسب هذه المصادر الأسبوعين فقط رغم أننا في فترة تشهد تعدد الحوادث والمفروض أن يكون مخزوننا من أكياس الدم كافيا لثلاثة أشهر.
وللتحقق من المسألة اتصلت «الشروق» بمصادر صيدلية وبمدير الصيدلة والدواء السيد كمال إيدير ومدير المركز الوطني لنقل الدم الدكتور بن سلامة.
نقص أدوية
في البداية ذكرت مصادر صيدلية فضلت عدم ذكر اسمها أن قائمة الأدوية المفقودة تتوسع يوما بعد آخر وقد شملت أدوية حياتية منها أنسولين «atidra» في شكل قلم يوصف للبعض من مرضى السكري الذين لا تنسجم معهم الأنواع الأخرى من الأنسولين ودواء «الأماريلا 2 ملغ» و«الدياميكرون» وكلها أدوية سكري مقطوعة منذ نحو شهر ومن الأدوية «الدوبانور 250» وهي حبوب يستعملها مرضى ضغط الدم وغير موجودة في صيدليات المستشفيات والصيدليات التجارية كذلك دواء «الروليد» وهو مضاد حيوي وأدوية عديدة أخرى للمعدة «الدو قماتيل» و«الإتيكايين» الذي يستعمل كتبنيج لختان الأطفال وهو مفقود رغم كثرة عمليات الختان المرتقبة ليلة 27 من رمضان والغريب أن هناك أدوية بسيطة مفقودة مثل «الأسبرين» الذي يستعمله يوميا مرضى القلب و«الأوريسكلين» وهو مرهم للعين كلها أدوية مفقودة منذ شهر وأكثر من الصيدليات فما هي الأسباب؟ عدة أسئلة وفرضيات تتبادر لذهن التونسي والصيدلي في غياب المعلومات الدقيقة هل أن المشكل في عدم توفر العملة الصعبة أم أن هناك تهريبا للأدوية خارج الحدود أم هناك أسباب لا نعلمها؟
الوضعية عادية
اتصلنا بمدير الصيدلية والدواء السيد كمال إيدير للحصول على أجوبة فذكر أنه تم عقد الاجتماع الشهري في الأسبوع الماضي بكل الأطراف المتدخلة في صناعة وبيع واستيراد الدواء بحضور نقابة الصيادلة والصيدلية المركزية وقد خلص الاجتماع إلى أن وضعية الأدوية بالنسبة الى شهر جويلية مرضية ولم يخف مصدرنا وجود بعض الاضطرابات في الفترة السابقة وسرعان ما تم تعديل السوق ... وحول قائمة أسماء الأدوية المفقودة ذكر مصدرنا أن المهم ليس الإسم التجاري للدواء فنفس التركيبة تضم أكثر من اسم على حد قوله وأضاف أن مخزون البلاد من الأدوية تجاوز 3 أشهر ليصل الى 4 أشهر الى حد الآن وهناك صعوبات في خزن الأدوية الى درجة أن الصيدلية المركزية تقوم بالبحث عن مخازن جديدة. تتوفر بها الشروط الضرورية لتوسيع مخازنها وحول نقص الأنسلين والأدوية الحياتية ذكر مصدرنا أنها مسألة مستحيلة وفي خصوص مدى وجود اضطرابات على الأدوية المحلية ذكر مصدرنا أنها أحيانا تحدث بسبب توريد المواد الأولية ومشاكل أخرى مع البنوك التي أصبحت تطلب أكثر ضمانات لكن سرعان ما يتم تدارك أي نقص يحدث فالصيدلية المركزية حسب قوله تستجيب لحاجيات السوق بصفة آنية...ونفى أن تكون هناك مشاكل في الأدوية في المستشفيات أو الجهات. وبالتالي يبقى السؤال مطروحا الى متى تصر الجهات الرسمية على نفي الواقع الذي يعيشه المواطن ويؤكده الصيدلي؟.
نقص الدم حول نقص مخزون المركز الوطني لنقل الدم من أكياس الدم ذكر مدير المركز الدكتور سلامة أن حاجيات المرضى من أكياس الدم يتم توفيرها بصفة عادية لكن تم رصد نقص في المخزون الذي يكون في العادة ما بين 10 و 15 يوما أصبح كافيا ليومين فحسب وهي حالة حرجة وعن أسباب نقص المخزون ذكر أن الحاجيات زادت بفضل تطور الطلب ونقص عدد المتبرعين من الطلبة والتلاميذ صيفا باعتبار أنهم لا يدرسون وزيادة الطلبات صيفا بسبب الحوادث وزيادة الولادات خلال هذا الشهر والأمراض المزمنة وأطلقت حملة توعوية لجمع الدم خاصة برمضان وذلك بفضل الفرق المنتظمة في شارع الحبيب بورقيبة وأمام المساجد وأمام التجمعات والمركبات التجارية...ونفى مصدرنا كل ما يشاع عن بيع أكياس الدم وأضاف أنه بالكاد يتم الاستجابة الى الحاجيات فكيف يمكن بيع هذه الأكياس؟