بالتزامن مع تصاعد حدة المواجهات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في حلب وفي مناطق سورية أخرى أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب أمس انشقاقه عن النظام وانضمامه إلى صفوف المعارضة التي اعترفت بأن تسليحها يأتي من السعودية وقطر. أعلن رئيس الحكومة السورية رياض حجاب أمس الاثنين، رسمياً انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه إلى صفوف من وصفهم ب«الثوار».
انشقاق عبر «الجزيرة»
وتلا المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، محمد عطري، بياناً مقتضباً بثّته قناة (الجزيرة) القطرية قال فيه «يا أبناء الوطن أطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب من تاريخ سوريا، حيث القتل الوحشي والأعمال الهمجية بسبب مطالبة الشعب بحقوقه بالعيش الكريم». وأضاف «أعلن إنشقاقي عن النظام المجرم في سوريا وانضمامي إلى صفوف الثوار وأبناء الشعب المطالبين بالحرية والكرامة»، وتابع «أنا جندي من جنود الثورة». دائما حسب تعبيره.
وأكدت مصادر إعلامية مطلعة أمس لجوء رئيس الحكومة السورية رياض حجاب إلى الأردن إلا أن عمّان نفت هذا الأمر. وتحدثت جهات سياسية وديبلوماسية عن توجهه إلى قطر.
من جهته, أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومين يقضي الأول بإقالة رياض حجاب فيما ينص الثاني على تكليف نائب رئيس مجلس الوزراء عمر علاونجي بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا. وقال التلفزيون السوري الرسمي انه تم تكليف وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي بتسيير أعمال الحكومة مؤقتاً. وكان الرئيس السوري بشار الأسد عيّن حجاب في منصب رئيس الوزراء في جويلية الماضي خلفاً لعادل سفر الذي تولى رئاسة الوزراء في الرابع من أفريل من عام 2011.
وأشارت جهات إعلامية وسياسية مطلعة أن حجاب غادر سوريا رفقة عائلته وصحبة كوكبة من الوزراء من بينهم وزير المالية. إلا أن وزير المالية السوري محمد جليلاتي نفى بشكل مطلق خبر انشقاقه عن النظام السوري او اعتقاله. وقال جليلاتي في حديث ل«التلفزيون السوري»، «أنا مواطن عادي قبل ان اكون وزيرا واتحدث من مكتبي وأمارس عملي بكل حرية وشفافية ولم يتعرض لي احد».
ترحيب
وردا على «انشقاق حجاب» اكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري عبد الباسط سيدا أمس أن انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب هو مؤشر على «تآكل النظام من الداخل».
وقال سيدا في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية «نرحب بانشقاق السيد رئيس الوزراء وبكل الانشقاقات سواء العسكرية او المدنية. هذه اشارة على ان النظام يتآكل من الداخل ونؤكد انها بداية النهاية»، حسب زعمه. كما رحبت برلين والدول الغربية بانشقاق حجاب معتبرة أنها بداية نهاية النظام السوري.
مقتل زعيم المسلحين بحلب
ميدانيا , اعلنت مصادر سورية مقتل «أبو عبيدة» زعيم الجماعات المسلحة في حي صلاح الدين في حلب. وتواصل القوات الحكومية في مدينة حلب شمالي سوريا تقدمها في حي صلاح الدين، فيما انسحب المسلحون نحو «الحمدانية».
والقي الجيش القبض على عدد من الضباط السعوديين والأتراك في كمين نصبه للمسلحين قرب مبنى الإذاعة في حلب، وعثر على مخازن ضخمة للأسلحة والمعدات. من جهتها, أكدت المتحدثة باسم «المجلس الوطني السوري» المعارض والمدعوم من الغرب ودول الخليج في باريس «بسمة قضماني» امس أن قطر والسعودية وليبيا تزود المسلحين في سوريا بالأسلحة معتبرة أن «انتظار الحل العسكري» أمر «كارثي».
وأكدت «قضماني» في مقابلة مع إذاعة أوروبا الأولى أن المسلحين على الأرض السورية يبحثون جاهدين عن أسلحة من أي مكان، قائلة «إن بعض الدول توفر بعض الأسلحة الخفيفة التقليدية لهؤلاء».
وردا على سؤال عن تلك الدول، قالت «إنها قطر والسعودية وبشكل محدود ليبيا مع ما تبقى بعد انتهاء المعركة لديها، لكننا نعلم أيضاً أنه مع الحصول على بعض المبالغ ستسعى (المعارضة المسلحة) عبر السوق السوداء، بجميع الوسائل للتزود بما يمكنها العثور عليه».