القادر: هو الذي له القدرة الشاملة، فلا يعجزه شيء ولا يفوته مطلوب.من معاني القدير قدرة الله مطلقة: حيث أنّه إذا أراد شيئا وقع، قال تعالى فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (البروج 16) يرفع أقواما ويضع آخرين ويرضى عن فريق ويسخط عن فريق يعطي هذا ويحرم ذاك... قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران 26) إنّ الله على كلّ شيء قدير: قدير على ما علمت وما لم تعلم، {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق 12) - القادر إمّا يريك قدرته في حياتك أو بعد وفاتك: قال تعالى {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُون}َ (المؤمنون 95) وعد المرابي بالدمار.. وعد العاصي بالهلاك.. لكن قد يتاح لك أن ترى وعد الله، ووعيده محققا، وقد لا يتاح.. بل إنّ النّبيّ عليه الصلاة والسلام مع أنّه سيد الخلق وحبيب الحق قال تعالى:{ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (الرعد 40)} يعني أنت حينما لا يسمح لك عمرك المحدود أن ترى مصير الطغاة يجب أن توقن يقينا قطعيا أن الله سيدمرهم، ولكن بعد حين. الله ينزّل كلّ شيء بقدر معلوم: قال تعالى {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} (الحجر 21)عاصمة بلد إفريقي كوناكري في فصل الشتاء تنزل الأمطار بكميّة هائلة 400 ملم في الليلة الواحدة.. يعني ضعف ما ينزل من الأمطار في العام كلّه في دمشق. القدير حَسَنُ التقدير: قال تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر}ٍ (القمر 49) مثال: لو تضاعفت رؤية العين عن الحد الطبيعي لدرجة أنّها صارت ترى الميكروبات والجراثيم لن تستطيع أن تشرب الماء ولا تتنفس الهواء ولا تجلس مع أحد...فانظر إلى نعمة مَنْ أحسن التقدير أعطاك عين ما ترى إلا القدر الذي تحتاج. فالعين لها قدرٌ معلوم ، والأذن لها قدرٌ معلوم، وحساسية الجلد لها قدرٌ معلوم .. القدير المُتناهي في الاقتدار: الله جلّ جلاله قال عن نفسه قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (الأنعام 65) القدير مَنْ تساوت عنده القلة والكثرة والسِعة والضيق: الله مهما اختلفت الأمور وتباينت لا يشغله سمع عن سمع ولا صوت عن صوت ولا تختلط عليه اللغات ولا تتباين عنده الحاجات... فعن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم: «إذا دعا أحدكم فلا يقل اللّهمّ اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه.» (رواه مسلم و صححه الألباني) 8- القدير المُوجد بلا كُلْفة (بكسر الجيم): كلّ منّا يجهد نفسه ويسعى حتى يتحصل على بعض ما يريد، ولكنّ القدير سبحانه يقول للشيء كن فيكون، قال تعالى وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (البقرة 117) وقال تعالى إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يونس 82)الله القادر القدير المُقتدر....يُوجد (بكسر الجيم) المعدوم ويُعْدِمُ الموجود. من كتابه «فسحة في أسماء الله الحسنى»