المهرجان الذي شاركت فيه فرق من تونس وصفاقس وبنزرت وفريانة (القصرين) وقصور الساف (المهدية)، والذي احتضنته دار الثقافة الشيخ إدريس ومسرح محمد قلوز لجمعية النهوض التمثيلية ببنزرت شهد تنافسا على المراتب الثلاث الأولى، غير أن الجمهور الحاضر وبعد عرض مسرحية « مخاض» لنادي دار الثقافة بقصور الساف، كان له رأي آخر حين وقف لدقائق يحيي العمل وممثليه ومُخرج المسرحية السيد المختار مبروك صاحب تجربة لا يستهان بها منذ السبعينات في الإخراج المسرحي. وحسب السيد رياض سلمونة مدير دار الثقافة بقصور الساف، فإن لجنة التحكيم أُعجبت بقيمة العمل المأخوذ عن مسرحية «السدّ» لمحمود المسعدي، وبالسينوغرافيا المعتمدة، وتحرك الممثلين على الركح رغم كثرتهم (11 ممثلا) وضيق الركح المعتمد وأثنت كثيرا على العمل. وقد وجدت لجنة التحكيم إحراجا في إسنادها للجوائز، بين أعمال لدار الثقافة العوينة بتونس (مسرحية عطيل) والمركب الثقافي بصفاقس (مسرحية مدرسة الدكتاتور) و دار الشباب الخراز بسيدي سالم من ولاية بنزرت (مسرحية حرقة على المباشر) نظرا إلى أن اللجنة كانت مجبرة على تقديم جائزة للولاية المحتضنة ككل مرة في التظاهرات الثقافية، فإن نادي المسرح بدار الثقافة بقصور الساف أجبرها ولأول مرة في تاريخ هذا المهرجان على إحداث جائزة لجنة التحكيم.
أفراد نادي المسرح بدار الثقافة قصور الساف الذين أجهش بعضهم بالبكاء لشعوره بالظلم والغبن، اعتبروا أن ما يحدث الآن عودة إلى الممارسات التي كانت تحدث في عهد بن علي، حين تُؤمر لجان التحكيم بتقديم نتائج تخضع للعلاقات الخاصة والمحسوبية.
ورغم أن حصول النادي على جائزة تخول له تقديم عرض بفضاء الفن الرابع بتونس العاصمة مع الفرق المتوجة، إلا أن السيد مختار مبروك مخرج العمل اعتبر أن الهدف من المشاركة ليس الجوائز بقدر ما هي تقديم رسالة لأولئك الأطفال بأن القيم التي يتعلمونها في المسرح يمكن أن يوجد لها مثيلا على أرض الواقع، ولكن بهذه الطريقة فالرسالة وصلت عكسيا.