أختتمت مساء السبت 27 مارس فعاليات المهرجان الوطني للمسرح بالقيروان في دورته 22 بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح وقد تمّ خلالها تتويج الأعمال الفائزة تحت اشراف جمعية التنشيط المسرحي للطفولة بالقيروان ودعم من المندوبية الجهوية للثقافة بالقيروان ووزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين. وقد تم خلال الحفل تقديم بقية العروض وتقديم عديد الجوائز لأفضل العروض ولعدد من المشاركين وجوائز تكريم. الدورة الحالية للمهرجان تضمنت17 عرضا مسرحيا لعدد من نوادي الأطفال ومركبات الطفولة والمراكز المندمجة بعدد من ولايات الجمهورية من سوسةوالقيروان والمنستير وبنزرت وسليانة ونابل وصفاقس. وتخللت العروضَ فقرات تنشيطية للأطفال جمعت بين الترفيه والافادة. المسرحيات التي كان أبطالها أطفال من مختلف الأعمار (المرحلة الأساسية) ذات مضامين هادفة تناولت مواضيع تربوية وصحية وبيئية واجتماعية نجح فيها الأطفال في شدّ أنظار جمهور كبير من الأطفال غصت بهم قاعة المركب الثقافي. وما لفت انتباه الجميع هو انضباط المتفرجين من الأطفال أثناء العروض المسرحية وكأنهم أرادوا اعطاء درس للكبار في النظام وحسن الاصغاء والمتابعة. «الشروق» تابعت عروض المهرجان وحفل الاختتام والتقت بعض الأولياء والمشاركين والمربين كما التقت منظمي المهرجان. السيد محمد الكيلاني رجل الثقافة ورئيس المهرجان اكد ان مهرجان مسرح الطفل الذي تسهر عليه وزارة شؤون المرأة من أهم التظاهرات الراسخة المخصصة للطفل. وأكد أنها مناسبة هامة لالتقاء الأطفال وتبادل الأعمال الابداعية بينهم والتواصل بين مختلف النوادي والمركبات الطفولية. مضيفا ان القيمة المضافة للمهرجان مضمونة في مختلف العروض. أشبال لكنهم مبدعون من جهته اكد الطفل علاء الدين العماري عضو لجنة التحكيم ان المهرجان يعد مناسبة كبرى لتشريك الأطفال وتنشيطهم. مضيفا ان عروض المهرجان هي من انتاج الأطفال للأطفال منهم واليهم. وبين الطفل علاء ان مشاركة الأطفال في المسرح يجعل منهم أشبال المستقبل في الابداع بوضعهم على الطريق وتعويدهم على الابداع والمسؤولية مضيفا ان العروض كانت في مستوى جيد ممّا جعل لجنة التحكيم تحتار في اسناد الأعداد وترتيبها لكونها جيدة وممتعة في مجملها. وعن مشاركته كعضو لجنة التحكيم اكد علاء الدين(الطفل) ان هذه المسؤولية تؤهل الأطفال وتعودهم على الموضوعية وعلى تحمل مسؤوليات وابداء الراي في كل ما يعرض عليهم. وبين أحد الأطفال المشاركين أن مضامين المسرحيات هادفة وتهدف الى تنشئة الأطفال على المسؤولية وحماية البيئة والانضباط المدرسي وتعويدهم على استخدام اللغة العربية الفصحى. السيدة نبيهة بن كحلة (والدة احدى المشاركات من القيروان المتحصلة على جائزة الأولى في رسم معلقة المهرجان) أكدت ان مهرجان مسرح الطفل يتيح الفرصة لمشاركة الأطفال والتعرف الى المسرح وماهيته علاوة على تعلم الدروس والعبر التي تقدم عديد المسرحيات الموجهة للأطفال. اندماج فاقدي السند المربية سعاد العامري (بالمركز المندمج بسوسة) والتي تحصل ناديها على الجائزة الأولى أكدت ان المهرجان يمثل مناسبة تواصلية جيدة للأطفال فاقدي السند ويتيح لهم التواصل مع أترابهم من مختلف الجهات والمشاركة بالعمل الابداعي ممّا يقدم لهم تشجيعا نحو التواصل وعدم العزلة. بينما أشارت احدى المشرفات على الأطفال الى غياب تنشيط ومنشطين خاصين بالطفل على امتداد ثلاثة أيام، مقترحة اتاحة الفرصة لخرّيجي معاهد التنشيط وانتداب بعضهم لدار الثقافة بالقيروان. فرحة الأطفال بحصولهم على الجوائز وتصفيق زملائهم كان اكثر ما يلفت الانتباه. فكانت مناسبة للطفل للشعور بقيمة عمله وابداعه. وقد أشاد أعضاء لجنة التحكيم التي ضمت المخرج المسرحي الجيلاني الماجري(ككل مرّة؟) وممثلين مسرحيين من بينهم أطفال، بأعمال الأطفال موصين بتقديم تربصات للأطفال لمزيد تعويدهم على استخدام اللغة العربية في عروضهم المسرحية. وقد آلت جائزة الركح الذهبية الى المركز المندمج عن مسرحية (الصرار والنملة) بينما آلت الجائزة الفضية الى نادي الأطفال النموذجي بالشراردة(القيروان) عن مسرحية «مطلب انساني». في حين تحصلت مسرحية «نداء الكواكب» لمركب الطفولة بأكودة (سوسة) على البرنزية. أطفال يتعلمون وهم يلعبون يبدعون ويتواصلون ويفيد بعضهم البعض في مسائل تهم الحياة والمستقبل. جميع هذه العناصر يكفلها هذا المهرجان الذي يعد أهم مكسب للطفل واهم مناسبة ثقافية وابداعية. ليقدموا رسالة مضمونة الوصول الى الكبار في يومهم العالمي للمسرح. غير اننا لا نعلم سبب مقاطعة الكبار للمهرجان بالرغم من انه بامكانهم تعلم دروس كثيرة منهم. نعم على مستوى الابداع والصدق والتعاون والاتقان والبكاء على الخسارة والمنافسة البريئة دون اقصاء والتركيز في المتابعة واحترام اللجنة.. وغيرها من الدروس لعالم اكتسحه الكبار وافسدوا رونقه وبراءته.