تنظم مؤسّسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات حلقة جديدة من شهادات التعذيب (الشخصية الحادية عشرة) مع شخصيتين عسكريتين هما المستشار العسكري لدى الوزير الأول العميد المتقاعد محمد صالح الحدري والعميد المتقاعد عبد العزيز السالمي، وذلك يوم الجمعة 10 أوت على الساعة العاشرة صباحا. والعقيد المتقاعد محمد صالح الحدري المولود بتونس في 15/05/1944، متخرج من المدرسة العسكرية للإدارة بمونبلييه وكذا المدرسة العسكرية للمشاة بها أيضا كما تلقى تكوينا بمدرسة المدرعات Fort-Knox بالولايات المتحدةالأمريكية وكذا بكلية القيادة والأركان بفورت لافن وورث بالولايات المتحدةالأمريكية ثم بالمدرسة الحربية العليا ومعهد الدراسات السياسية بباريس حيث تحصل على ديبلوم الدراسات المعمقة مرحلة ثالثة، وكان رئيس قسم بالإدارة العسكرية ثمّ أستاذا بالأكاديمية العسكرية ثمّ آمر سرية مشاة وشارك في حرب أكتوبر دفاعا عن بورسعيد, وكان رئيس قسم العمليات بأركان اللواء الأول بقابس ورئيس قاعة عمليات بوزارة الداخلية ومستشارا عسكريا لدى الوزير الأول لمدة خمس سنوات. وقد رفع إلى الوزير الأول يومئذ رشيد صفر تقريرا سريا ودقيقا جدا حول إعادة هيكلة ضباط الجيش الشبّان, ومن سوء الحظ وصل هذا التقرير السري إلى بن علي والذي على ضوئه، أخذ قرارا باعتقاله سنة 1991 وسجنه لمدة 8 سنوات بتهمة تدبير لانقلاب عسكري ضده، وهو ما يعرف بقضية براكة الساحل.
أما العميد المتقاعد عبد العزيز السالمي, المولود بقابس بتاريخ 08/05/1948، فهو خريج المعهد الوطني للدفاع وتلقى تكوينا بالمدرسة الايطالية الحربية ثم المدرسة الحربية ومدرسة Fort Knox الأمريكية ومدرسة المدرعات بفرنسا Saumur وقد كان كذلك ملحقا للدفاع لدى سفارة تونس بالجزائر، وشغل خططا عملياتية وتكوينية وإدارية، كما كان آمر لواء وفوج استطلاع وحدات صحراوية، وقد تعرض لمظالم عديدة خلال ست سنوات كما اقترف وزير الدفاع يومئذ عبد العزيز بن ضياء، ذنب عقابه لمدة 30 يوما دون أي سبب, وفرض عليه التنقل بشكل متواتر في أماكن متباعدة وعلى ضوء ذلك سوف تكون شهادته ثمينة جدا لتكشف مواقف الرسميين بوزارة الدفاع تجاه العسكريين، حيث كان شاهد عيان على طبيعة الممارسات التحقيرية التي أصابت العديد من العسكريين ومعارضته لذلك وقد لحقته المعاناة نتيجة مواقفه تلك.