هو مؤتمر لأصدقاء سوريا الحقيقيين من المقرر عقده غدا في طهران بحضور 12 دولة على الأقل ترى فيه إيران ردا على المؤتمرات الرامية للنيل من محور المقاومة فيما تسعى ديبلوماسيتها الى تحضير خارطة طريق سياسية جديدة قصد تسوية الأزمة السورية. وأوردت مصادر إعلامية متطابقة أن العاصمة الايرانية طهران ستستضيف الخميس المقبل مؤتمرا لبحث الاوضاع في سوريا بمشاركة عدد من الدول المناهضة للتدخل الخارجي في الشأن السوري.
مواقف مبدئية
وخلال مؤتمر صحفي عقد بالمناسبة قال مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان إن المؤتمر سيعقد بمشاركة عدد من البلدان ذات المواقف المبدئية والواقعية إزاء التطورات في سوريا.
واكد عبد اللهيان عدم تغيير موقف طهران القائم على ضرورة اتباع الاساليب السياسية والحوار الشامل بين دمشق ومعارضيها لايجاد مخرج للازمة. يشار الى ان المؤتمر يرمي الى جمع البلدان المؤثرة في الشأن السوري على صعيدي المنطقة والعالم حول طاولة واحدة بهدف احداث التوازن في الازمة السورية امام البلدان التي اتخذت مواقف عدائية لدمشق وداعمة للجماعات المسلحة بالمال والسلاح.
وتأتي هذه المبادرة الايرانية في مرحلة حساسة من النشاطات السياسية المحمومة لبعض بلدان المنطقة لاسيما المملكة السعودية التي قدمت مؤخرا مشروع قرار للجمعية العامة للامم المتحدة لادانة سوريا.
وفي ذات سياق الجهد الديبلوماسي الإيراني المحموم لتسوية الأزمة السورية, استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس، سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي قد وصل صباح أمس إلى دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً. وقال مصدر دبلوماسي إيراني في دمشق : إن «زيارة رئيس المجلس القومي الإيراني تستمر ليوم واحد فقط يلتقي خلالها الرئيس السوري بشّار الأسد، ووزير الخارجية وليد المعلم وعدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية في دمشق».
وأضاف المصدر أن «معاون وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك كانا في استقبال جليلي». كما أفادت مصادر أن من أولويات زيارة جليلي لدمشق هي قضية الزوار الإيرانيين المختطفين في سوريا ومحاولة الإفراج عنهم. والتقى جليلي مساء أمس بوزير الخارجية السورية وليد المعلم وتحادثا حول تطورات الأحداث في المنطقة لا سيما منها تلك المتعلقة بسورية وبمحور المقاومة والممانعة .
الأسد : باقون ومقاومون
ومن بين التسريبات الإعلامية لمحور المحادثات بين الرئيس السوري بشار الأسد وسعيد جليلي فإن الرئيس السوري أكد تصميم بلاده على تطهير الشام من الإرهابيين مشيرا إلى التمايز الواضح بين الإصلاح السياسي واستحقاقات الأمن.
وتابع الأسد أن سوريا ماضية في الحوار السياسي الشامل والجامع وقادرة على إفشال كافة المخططات الرامية إلى إسقاطها. وبحسب ذات التسريبات فإن جليلي أكد أن طهران لن تسمح للغرب ولشركائه مهما كانت هوياتهم بكسر محور المقاومة في المنطقة والتي تمثل سوريا أهم ضلع فيه. وشدد المسؤول الإيراني على ان طهران لم تعد تعتبر ما يحدث في سوريا شأنا داخليا وإنما باتت تقاربه من منظور أنه حرب جلية بين محور المقاومة وأعداء هذا المحور.
وفي نفس الإطار, أفادت جهات إيرانية ديبلوماسية ان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي سيتوجه اليوم الاربعاء إلى العاصمة التركية أنقرة لإجراء لقاءات مع المسؤولين الأتراك ومن المقرر أن يناقش معهم سبل حل وتسوية الأزمة في سوريا سياسيا.
وكان قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي قد اعتبر أن ما يحصل حاليا هو حرب ناعمة تستهدف عقول الشباب والجماهير الإسلامية وتسعى إلى تغيير الأولويات السياسية والاستراتيجية لديهم.