دعا القرآن الكريم المكلفين إلى الاعتصام بالدين الحنيف والتمسك بالوحي المعصوم وحكمه وفضله وآثاره ليحققوا ما أمرهم به ربهم من تدبر كتابه وامتثال أحكامه.فالاعتصام بالله وبدينه وبكتابه واجب كما دلت على ذلك آيات عديدة منها: قوله عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} (آل عمران- 103).وقد جاء في السنة المطهرة ما يؤكد هذا المعنى فقد أخرج مسلم عن ابي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلّم: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال» (رواه مسلم).وقال عز وجل:{فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير} (الحج- 78).فضل الاعتصام وآثارهجاءت نصوص تبين فضل التمسك بدين الله وبكتابه منها:ان الاعتصام بالله وبدينه سبيل النجاة كما قال عز وجل: {ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم} (آل عمران -101).الاعتصام سبب للنجاة من النفاق وآثاره الخطيرة في الدنيا والآخرة كما قال عز وجل: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيما} (النساء-145146).الاعتصام سبب لنيل رحمة الله وفضله وهدايته كما قال عز وجل: {يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا. فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيماً} (النساء- 174175).لا عاصم إلا اللهبين عز وجل أنه وحده يعصم من يشاء فلا يوصل إلى من عصمه الله كما قال عز وجل لنبيه {يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} (المائدة-67).ومن أراد الله عز وجل اهلاكه أو عقوبته فلا عاصم له كما قال عز وجل: {مالهم من الله من عاصم} وقال نوح عليه السلام لابنه لما أراد أن يعتصم بالجبل من الغرق: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} (هود-43). فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره.