بدعوة من مكتب حزب حركة النهضة نزل لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة ضيفا على مدينة بنزرت اين التقى بجمع من الأهالي في سهرة رمضانية استغل خلالها الحضور الغفير للنهضويين والفضوليين لتمرير رسائل متنوعة ومبطنة كعادته. عدة نقاط تطرق اليها المستشار لعل اهمها الترويج لرؤية حزب حركة النهضة لنظام الحكم القادم حيث اكد ان النظام البرلماني هو الانسب لتونس معتبرا ان النظام الرئاسي هو مدخل للدكتاتورية ومستشهدا في ذات الوقت بنجاح الانظمة البرلمانية في العالم وتكريسها للديمقراطية ولسلطة الشعب ولمزيد تدعيم موقف حزبه تساءل هل هناك نظام برلماني فاشل اودكتاتوري في العالم.في ذات السياق اكد السيد لطفي زيتون ان النهضة ستسعى لاقناع شركائها وستبحث عن التوافق من اجل رؤيتها هذه.
حقل الالغام
كانت هذه النقطة الاولى التي تطرق اليها المستشار قبل ان يمر لتحليل اداء الحكومة حيث اقر ببطئه واعاد هذا البطء اولا لتغلغل الفساد الناتج عن 50 سنة من الدكتاتورية في شتى المجالات وعن الالغام التي زرعتها الحكومة السابقة على حد تعبيره في شتى المجالات وعن الزيادات والمنح التي اقرتها لفئات بعينها دون مراعاة لواقع التوازنات المالية سواء عن قصد أو عن غير قصد لشراء السلم الاجتماعي على حد تعبيره مما دفع برئيس الحكومة للبحث عن تمويلات من الخارج واكد المستشار ان البعض كان يصفها برحلات التسول في هذا الباب قال ان علاقة تونس ببقية الدول هي علاقة تعاون واحترام وليست علاقة تسول ولو أن التسول من اجل الشعب لا يخجل الحكومة كما تحدث عن تشعب القوانين التي وضعت وكأنها لتعيق الاستثمارات على حد وصفه . ومع ذلك اكد ان الانجازات انطلقت والثمار بدأت واضاف ان اعضاء الحكومة سيتنقلون للجهات في الايام القادمة للتواصل مع الاهالي ولمتابعة تنفيذ برامجهم
مستعدون للبناء حتى لو كنا في المعارضة
من جهة ثانية اكد لطفي زيتون انه رغم التعتيم الاعلامي على حد تعبيره على انجازات الحكومة فانها بصدد البناء وبصدد تمهيد الطريق بثبات موضحا ان الحكومة التي ستتسلم المشعل ستجد الطريق ممهدة امامها وان النهضة كحزب تؤمن بالبناء حتى وان كانت في المعارضة حيث قال حرفيا «الحكومة التي ستكون النهضة معارضة لها تعتبر حكومة محظوظة»، ملمحا الى فرضية خسارة النهضة للانتخابات القادمة لكن بعد هذا استدرك السيد لطفي زيتون قائلا «لنا ثقة في شعبنا ونعول على ذكائه ونحن لا نعتقد ان الشعب سيغير موقفه منا في ظرف سنة بل ندرك ان الشعب حين سينتخب في المرة القادمة سيتذكر العراقيل والالغام التي وضعت في طريق هذه الحكومة الشرعية التي اختارها».
وفي سياق متصل قال لطفي زيتون «البعض يقول ليست للحكومة خبرة في ادارة الشأن السياسي نقول له نعم نحن ليست لنا خبرة كافية ونحن بصدد اكتساب الخبرة يوميا. لكن الجميع يعلم ان الخبرة التي يتحدثون عنها يملكها اعوان الدكتاتور وأتباع نظامه».
مشهد عادي لا يشبه المجلس التاسيسي الاول
بعد هذه الرسائل الاولى تطرق الى اعمال المجلس التأسيسي حيث اعتبر ان هناك من يصر على تقديم المجلس في صورة كاريكاتورية تقزم من شأنه ومن شأن ما يدور فيه .في هذا الجانب اكد ان الحراك داخل المجلس الذي وصفه بالبرلمان التونسي هو عادي وديمقراطي مضيفا ان المجلس الحالي مختلف عن مجلس 1956 الذي اعتبره مجلس من لون واحد حيث تم فيه اقصاء اليوسفيين واليساريين والقوميين والنقابيين ولم يكن يمثل سواء تيار واحد لذلك كان بصوت واحد اما مجلس اليوم هو ثري ومتنوع .وكعادته وجه المستشار سهام نقده لبعض الاعلاميين الذين وصفهم بالمعادين للثورة وللشعب حيث اعتقد ان هناك من يصر على تقزيم عمل الحكومة والتعتيم على انجازاتها مؤكدا ان بعضهم مازال يعامل الحكومة كمعارضة في حكم دكتاتوري ملمحا الى ان بعض الوجوه والاقلام التي كانت ترقص على جثث الشهداء بين 17 ديسمبر و14 جانفي وتصف الثورة بالتمرد المحدود هي نفسها التي تحرض اليوم على ثورة ثانية وتصف المشهد بالقاتم.القانون اعمى امام الالوان
في مجمل كلامه عرج المستشار عما يحدث من تجاذبات في جهة صفاقس حيث قال « هناك من يصر على توتير الاجواء بتعلة العمل النقابي ويعتقد ان هناك من هو فوق القانون وهو قادر على التأثير على القضاء بتعمده الضغط عليه . لكن كل ذلك لن يجدي نفعا لان القضاء اعمى امام الالوان ولا يفرق بين اسلامي ولا يساري ولا نقابي .في نفس الباب اكد ان علاقة الحكومة بالاتحاد علاقة طيبة والفترة القادمة ستشهد اتفاقات وزيادات جديدة .