لم يعد خافيا على المواطن أن الشعارات التي يرفعها البريد التونسي لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين لم تتعد حدود الأسطر التي كتبت بها وعلى عين الواقع الأمر يختلف تماما وأغلب مكاتب البريد بالبلاد تتميز بالاكتظاظ. فمن يقصد مكتب البريد وخاصة عند نهاية كل شهر عليه أن يستعد لقضاء وقت طويل يذهب هدرا لأنه مجبر على ترقب دوره إما واقفا أمام الشباك ليزيد من الضغوطات على العامل بالمكتب أو متكئا على الجدار لقلة الكراسي المخصصة للانتظار وإما خارج المكتب ليستظل تحت الأشجار المقابلة للمكتب هذا ما يحصل بمكتب سيدي علي بن عون ورغم ما شهده من تطوير في السنوات الماضية واعتماد الأرقام في تقديم الخدمة التي سرعان ما توقف العمل بها و لا نعرف الأسباب .من المواطنين من أكد ل«الشروق» لنا بأن اعتماد هذه التقنية ساهم في كثير من الأحيان في تعطيل العمل لا الإسراع فيه . ومنهم من تساءل لماذا لا تفتح الشبابيك الأربعة بالمكتب في وقت الذروة لتقدم الخدمات للمواطنين، والحال أن شباكين فقط يفتحان للمواطنين. وهو ما من شأنه أن يساهم في الاكتظاظ الذي يشهده المكتب .تلك هي الحالة في مكتب بريد سيدي علي بن عون التي تزداد سوءا ويكثر الهرج والمرج عندما يحين توزيع فواتير الكهرباء التي يتم تجميعها في علب وتوضع فوق طاولة معدة لعون الاستقبال وكل من يأتي الى مكتب البريد ينغمس في البحث عن الفاتورة الخاصة به وهذا الوضع يزيد من حالة الاكتظاظ التي يشهدها المكتب . المواطن يتساءل لماذا لا يتم توزيع فواتير الكهرباء حسب العناوين المنصوص عليها داخلها؟ وهل من المعقول أن ينبش الموطن أكداسا من الظروف بحثا عن فاتورته هذا لمن يقرأ أما كبار السن من الذين يجهلون القراءة فإنهم لا يجدون أحيانا من يساعدهم لتضيع في هذه العملية فواتير كثيرة ويتحمل المصاريف الزائدة المواطن. ويقول آخر مازحا ومعلقا على وضع الظروف بتلك الصورة، لماذا لا تكدّس الظروف العادية فوق طاولة محاذية للطاولة التي تتكدس عليها فواتير الكهرباء ويبحث عن ظرف أو مراسلة تهمه وبذلك يكتفي أعوان البريد مشاق توزيعها ؟! كثير من المواطنين يتساءلون لماذا لا توزع «الستاغ» مثلما عهدناها سابقا لتصل الفواتير لأصحابها. وهل أن البريد التونسي مقصر في المهمة التي أصبح يقوم بها؟ وهل أنها تدخل ضمن اختصاصاته ضمن اتفاقية بين «الستاغ» والبريد التونسي؟ المهم عند المواطن أن يحصل على فاتورة استهلاكه للكهرباء في الوقت المناسب، وان لا تضيع وان تصله حسب العنوان المنصوص عليه في الظرف .وان يجد حسن الاستقبال والأريحية في قضاء معاملاته عندما يقصد مكتب البريد بسيدي علي بن عون.