... بناية واحدة تضمّ «الستاغ» و«الصوناد» و«التيليكوم» و«الأوناص» والبلدية والقباضة، و«الكنام» والبريد في انتظار اضافة مصالح أخرى... تجربة أولى انطلقت بحي النصر (أحواز العاصمة) في انتظار تعميمها على مختلف أنحاء البلاد، وهو ما سيمكّن من تسهيل قضاء المواطن شؤونه الادارية ومن تجنّب الاكتظاظ ومن ربح وقت التنقّل بين إدارة وأخرى، خاصة بالنسبة للخدمات التي تتطلب تدخل أكثر من مصلحة إدارية واستخراج أكثر من وثيقة... تلك هي تجربة دار الخدمات الادارية (MSA) التي توصّلت إليها الادارة العامة للاصلاحات والدراسات المستقبلية الادارية بالوزارة الاولى في اطار تنفيذ البند 11 من البرنامج الرئاسي لتونس الغد «إدارة تخدم المواطن وتهيّئ لاقتصاد جديد»... وقد كانت البداية بمنطقة حي النصر بالعاصمة حيث وقع الاختيار منذ جويلية الماضي على جزء من مبنى عمومي تابع لاحدى المؤسسات العمومية لاقامة شبابيك خدمات خاصّة بالهياكل والمؤسسات الادارية التي تشهد ا قبالا أكثر من غيرها من قبل المواطن، ومن قبل باعثي المشاريع الاقتصادية مما يريح من عناء التنقل بين إدارة وأخرى. مبان... وشراكة أفاد أحد المصادر أن الاعداد يجري الآن لبعث دار خدمات ادارية بكل ولاية في مرحلة أولى في انتظار مزيد تعميمها على المدن الكبرى. وبخصوص المباني التي ستحتضن هذه «الديار» فإنها لن تكون بنايات جديدة مشيّدة خصّيصا للغرض بل سيقع الاختيار في مقر كل ولاية على جزء من بناية قائمة بطبعها وتابعة لاحدى الادارات أو المؤسسات العمومية لاقامة دار للخدمات الادارية فيه... فمثلا يمكن أن يقع الاختيار على طابق أو طابقين من مبنى «الستاغ» او «الصوناد» او «التيليكوم» أو «الأوناص» أو البلدية أو القباضة المالية أو أيّة إدارة أخرى بمقر الولاية خاصة بالنسبة للبنايات الشاسعة التي لا يقع استغلال كل مكاتبها من قبل الجهة الادارية التي تمتلكها... وستمكن هذه الطريقة حسب مصادرنا من تفادي إقامة بنايات ادارية جديدة والضغط بالتالي على النفقات العمومية فضلا عن ترشيد استهلاك الطاقة والاستهلاك الاداري بشكل عام (التجهيزات الحواسيب الأوراق الانترنات...). ومن جهة أخرى، ستضمن هذه الآلية تقاسم الأعباء الادارية بين مختلف الهياكل الادارية وهو ما سيؤدي الى إقامة شراكة فعلية بين مختلف الادارات. فمثلا ستتحمّل «الستاغ» نفقات دار الخدمات الادارية بهذه الولاية بينما تتحمل «الصوناد» النفقات نفسها في ولاية أخرى و«الأوناص» في ولاية ثالثة، إلخ... خدمات تضم دار «الخدمات الادارية» بحي النصر (شارع العهد الجديد، إقامة الرياض) 7 مكاتب تابعة للبلدية واتصالات تونس وشركة الكهرباء والغاز وشركة استغلال وتوزيع المياه وديوان التطهير والبريد وصندوق التأمين على المرض. وتقدم هذه المصالح كل الخدمات التي تقدّمها للمواطن في مقراتها العاديةوتتقبل الشكايات سواء مباشرة أو عبر الهاتف أو الفاكس او البريد الالكتروني، حيث يوجد أعوان مؤهلون وخاصون بتقديم هذه الخدمات. وتعمل هذه «الدار» طوال أيّام الاسبوع من س 8 الى س 16 دون انقطاع باستثناء يوم السبت من س 8 الى س 14. وقالت مصادر مطّلعة إن هذه التجربة تشهد اقبالا واستحسانا كبيرين من المواطن وحتى من الهياكل الادارية المعنية نظرا لمزاياها العديدة خاصة أنها خفّفت العبء على المكاتب الادارية «الرسمية» وأراحت المواطن بالتالي من الاكتظاظ. إضافة ستحقق تجربة دار الخدمات الادارية، في صورة تعميمها على كل الجهات اضافة كبرى لجودة الخدمات الادارية في بلادنا والتي سبق أن شهدت تجارب أخرى ناجحة على غرار نقاط الادارة السريعة التي يناهز عددها حاليا 40 والشبابيك الموحّدة التابعة لوكالة النهوض بالصناعة ومكاتب العلاقات مع المواطن والموفق الاداري والمواطن الرقيب اضافة الى الاصلاحات التشريعية والاجرائية المتعددة في مجال العمل الاداري حتى يكون مساهما فعّالا في المسيرة التنموية للبلاد وفي تسهيل قضاء شؤون المواطنين.