مدينة حاجب العيون اليوم تواصل احتفالاتها بشهر رمضان كغيرها من المدن التونسية حيث تكثر بها الاحتفالات الدينية وتزاور الناس في ما بينهم الى جانب خروج الأهالي الى التنزه والأماكن العامة لكن ما يشد الانتباه اليوم في رمضان هو استمرار غياب المدفع الذي طالما اعتبره أهالي حاجب العيون مؤشرا ودليلا على دخول وقت الإفطار في كل يوم من أيام الشهر الفضيل حيث تربت على صدى طلقاته أجيالا مختلفة ، حين كان الصغار والكبار يجتمعون بساحة المدفع بفضاء المستودع البلدي لمتابعة عملية التحضير التي عادة ما يقوم بها عون مكلف من بلدية المكان وهي مهمة تتطلب الكثير من الشجاعة والحذر والقوة ، ويعود تاريخ ظهور مدفع رمضان إلى سنة 865 هجريا بمدينة القاهرة عاصمة مصر واصبح منذ ذلك الوقت يستعمل كإشارة على دخول وقت الإفطار. وقد كان سبب توقيف اطلاق المدفع ببعض المدن التونسية الحادث الذي جد بمدينة صفاقس سنة 2010 والذي تسبب في خسائر بشرية مما استوجب إيقاف العمل به على امل ان تعود طلقاته الى الدوي مجددا لإحياء الذاكرة الشعبية لعل نسمات عادات رمضان الجميل تعود تدريجيا والذي فقد الكثير من نكهاته على مرور الأعوام.