مدينة حاجب العيون من المدن التونسية العريقة التي لها علاقة تاريخية قديمة بمدفع رمضان, تربّت على صدى طلقاته أجيال مختلفة , حين كان الصّغار والكبار يتوجّهون الى ساحة المدفع بفضاء المستودع البلدي لمعاينة التحضير,التي عادة مايقوم بها أحد الأعوان التابعين للجهاز البلدي والمكلّفيين للقيام بهذه المأمورية. هي مهمة تتطلّب الكثير من الشجاعة والحذر اليوم نتوقّف بالحديث عند مدفع رمضان الذي غاب عن معتمدية حاجب العيون مثل غيرها من جهات البلاد التونسية ومنذ سنة 2010 وكان ذلك من نتائج تداعيات حادثة مدفع مدينة صفاقس الذي تسبّب في خسار بشرية. ولكن اليوم تقتضي الذاكرة الشعبية الضرورة التاريخية إعادة النظر في قرار منعه وإعادته الى سالف نشاطه على غرار مدفع القيروان, التي بادر مجموعة من متساكنيها بتوجيه مراسلة ادارية رسمية الى السيّد وزير الدّاخلية, يعربون فيها عن رغبتهم في اعتماد العمل بطلقات مدفع رمضان للإعلان عن حلول مواعيد الإمساك والإفطار, فجاءهم الردّ سريعا بالموافقة مع التأكيد على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في الغرض, وخاصّة من ناحية صيانة وتعهّد المدفع وذلك حرصا على ضمان سلامة مستعمليه. وقد استبشر متساكنو مدينة القيروان بمثل هذا القرار الذي أعاد لهم البسمة على شفاه الصّائمين, فكانت لهم المصافحة من جديد مع طلقاته التي تزامنت مع دخول شهر رمضان, لذلك فانّ متساكني حاجب العيون في ظلّ غياب النيابة الخصوصية لتسيير العمل البلدي, يرفعون نداءهم من خلال صحيفة «التونسية» الى السيد وزير الداخلية, للتفضل بالترخيص في اعتماد مدفع رمضان بمعتمدية حاجب العيون, حتى لاتُفقد نكهة روحانية تربّى عليها الكبار والصغار.