يقول محمد بنور المتحدث الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات، الطرف الثالث في «الترويكا» الحاكمة، «انتظارات الثورة متنوعة ومتشعبة فالكل كان ينتظر واعتقد أنّ بانتصار الثورة ستأتي جميع الحلول بطريقة سحرية وأن حياته ستتغيّر بسرعة لكن هناك فعلا خيبة أمل في النشطاء السياسيين وفي الإعلام لأنّ هؤلاء فشلوا في الحوار مع الشعب». واضاف «حتّى نرسم مستقبل مغاير تماما لماضينا كان من الضروري إحداث التوازن بين الحرية والعدالة والتنمية والتشغيل ووضع برامج تمشّ بشكل متوازن لكن فشلنا في الطرح وهذه حقيقة نقولها للشعب لأنه يتفهّم كما أنّ حوار الصم هذا الذي يجتاح جلسات التأسيسي والحوارات التلفزيّة لن يساهم في فهم واقعنا».
عودة الاحتجاجات
قال بنّور إنّ النظام السابق كان قائما على النهب والسرقة والمحسوبية طيلة 25 سنة بواسطة أصهار بن علي وعائلته والمجموعات التي تدور حولهم كلّ هذه المسائل لا بدّ من مصارحة الشعب به لذلك أعلن حزب التكتل منذ 15 أكتوبر 2011 في ندوة صحفيّة بأن المرحلة التي تعيشها تونس ما بعد الثورة لا تحتاج صراعا او اختلافات بقدر ما تحتاج عملا مشتركا لذلك دعا إلى حكومة وحدة وطنيّة.
وأضاف «التونسيون عاشوا خيبة أمل مع الحكومة السابقة ويعيشونها مع الحكومة الحالية لذلك مطلوب من الجميع تغيير لهجة خطابه والخروج من حوار الثلب والشتم». وردّا على سؤالنا حول مآل هذه الخيبة والى أين ستقودنا قال «ستؤدّي إلى التشاؤم واليأس والإحباط وفشل هذه المسيرة». وأضاف ردّا على سؤال آخر «هل ترمي بقولك هذا لإمكانية قيام ثورة ثانية كما لمّح إلى ذلك عدد من السياسيين منهم حمة الهمامي رئيس حزب العمال التونسي والباجي قايد السبسي رئيس مبادرة نداء تونس» «كل شيء جائز فالتحركات الاجتماعية والقطاعية عادية وقد رافقت الحكومة السابقة وهي الخبز اليومي للحكومة الحالية وللحكومة القادمة ولن تستقر الاوضاع إلاّ حين تتحقق الآمال».
تونس اليوم بصدد البناء وهناك مؤشرات بصدد التحسّن وأخرى ما تزال وعن الحل لتجاوز حالة الاحتقان هذه قال بنّور «يجب أن يتحرك الاقتصاد في أعلى نسق ليوفر الامكانيات في كل القطاعات فالقطاع الهش والضعيف لا يستجيب لطلبات عمّاله ومن هنا تأتي الاحتجاجات». وأضاف «الكلام الموضوعي هو أن تونس اليوم بصدد البناء وهناك مؤشرات بصدد التحسّن وأخرى ما تزال وليفهم الناس أن انهيار الدكتاتورية لا يعني توفّر عما سحريّة لحل المشاكل فكل الحكومات غير قادرة على الاستجابة للمطالب لذلك نأمل أن يفتح الجميع حوارا جدّيا هدفه بناء المسار».