أصدرالكاتب والاعلامي والمسرحي لطفي العماري كتابه» كوليسترول»: (مقالات خالية من الكوليسترول). لطفي العماري صدر نصوصه ولا أقول كتابه لأنه هو الذي وصف ما خطه بأن «ليس هذا بالكتاب فأنا لست كتابا ( بتشديد التاء) والبلاد لا تحتاج لكتاب بقدر حاجتها لان نفتح عليها كتابا»...صدر كتابه بما يلي:
كان الحطاب يهوي بفأسه على شجرة الزيتون بكل عنف وقسوةلاقتلاعها من جذورها..عندما تناهى اليه انينها ...توقف ليستمع اليها. فاذا هي تعاتبه قائلة :
«لا اتالم من مدية فاسك....فهي من حديد...مايؤلمني هو ضربات جذع فاسك....لان خشبها من صلبي...» « كوليسترول حزمة مقالات كتبتني بدل ان اكتبها...»
«كوليسترول قد تنفع كل من يعاني اعراض الدسامة الثورية التي باتت تهددسد عروق البلاد قبل العباد...» هي مجموعة مقالات لكنها كتبت بحبر من اكتوى بالحرف ....في هذه النصوص يحملنا العماري من ظل اللطيف الى الصفعة البورقيبية التي عجلت بثار بن علي الى موقفه من رفيق عبد السلام ودفاعه عن احقيته ضد ثقافة « ديموقراطي لكني امقت من يخالفني الراي».
لطفي العماري لم يكن «ثقفوتيا» ولا «متثيقفا» مثلما يفعل بعض المعقدين الذين ينقضون على اول فرصة لابراز مواهبهم للتفاخر والتعالي على الدهماء والسوقة والرعاع (نعم هكذا مازالوا يستعملون مثل هذه العبارات للتعالي عن الناس) بل مارس لعبة الاقناع ورد الاعتبار للمقال حين جمع بين الراي والمعلومة ولم يتعصب.... وأعتقد شخصيا ان الكتاب الذي بين يدينا لا يمثل الا قبسا من لطفي العماري الذي نعرفه لاذعا وساخرا وعميقا... لطفي العماري لم يكتب... بشر فقط بالكتابة في فاصل قصير وكأنه يقول انتظروني...