عندما كتبت بطاقتي القصيرة الاسبوع الماضي عن جيل الثمانينات الذي يعيش بعض عناصره على أمجاد وهمية لم أكن أتصور أن بطاقتي تلك ستثير ما أثارته من جدل للاسف لم يتجاوز جدران المقاهي أو الردود الشفوية في الهاتف من أصدقاء فيهم من يعاتب وفيهم من يلوم وفيهم من يساند ولكن لا أحد منهم كتب رأيه في رد أو تعقيب تحريكا للسواكن وتعميقا للجدل والاختلاف الذي لا يفسد للود قضية. في الحقيقة ليست هذه المرة التي يكون فيها مقالا أو بطاقة أو حوارا مع كاتب أو فنان مثيرا للجدل والاختلاف ولكن كل هذه الردود أو أغلبها على الاقل لم تتجاوز الشفوي وهو ما يثير فعلا الاستغراب ويكشف عن غياب الحماس النقدي لدى الكتّاب التونسيين الذين حوّلوا النقد الى نميمة لا تتجاوز جدران المقاهي والارصفة، فلا أحد يمتلك الحقيقة وما كتبته هو مجرد رأي شخصي أستمده من معرفة عميقة بالساحة الثقافية ولكنه لا يلزم غيري حتى وإن التقى معي فيما ذهبت اليه وما أراه حول الثمانينات قد لا يشاطرني فيه غيري وهذا شيء عادي بل مطلوب لكن السؤال متى يكتب هؤلاء الذين يبدّدون طاقاتهم في الحديث والنميمة عوض الكتابة ودفع الجدل وتنمية ثقافة الاختلاف؟