يبدو ان ال«سي. آس آس» صار أمام مشكلة أزلية في كل صائفة وهي العثور على رئيس للجمعية هذا المشكل يتكرر في كل موسم وكأن هذه الجهة الولاّدة أصيبت بالعقم. سلالة الشخصيات الرياضية القادرة على رئاسة الفريق يبدو انها انقرضت او ان هذا المنصب أصبح جحيما لا يطاق فهرب منه الجميع. اليوم ينتهي آخر أجل لتقديم الترشحات لرئاسة الجمعية ورغم ذلك لم يصل الى الكتابة العامة للنادي اي مطلب ترشح رغم ان اخبارا وضعت اسما معينا في هذا المنصب وأخبارا أخرى أوردت العكس الا ان الثابت ان ال«سي. آس. آس» بلا ربان وأن سفينته تتقاذفها المشاكل والازمات فهل يصبح أفضل حل هو انتداب رئيس للنادي كم ينتدب اللاعبين والمدربين؟
لغز السلامي
كان في الحسبان خلال فعاليات هذا الموسم الطويل ان يواصل السيد المصنف السلامي الاضطلاع بأعباء رئاسة للنادي الى حين انتهاء مدته النيابية في جوان 2013 لكن أمام تفاقم المشاكل المالية والصعوبات الجمة التي اعترضته قرر السلامي الاستقالة ورغم المساعي المبذولة لاثنائه عن قراره الا انه أصرّ... الى هنا فإن الأمور منطقية.. مسؤول أراد الانسحاب لأسباب تخصه فهذا من حقه... لكن ما هو غير منطقي ان تنتشر أخبار من هنا وهناك حول رغبة الأحباء في مواصلة السيد المنصف السلامي لمهامه بل يصل الامر الى حد الحديث عن الاعتصام في مركب النادي لإجبار السلامي على البقاء.. فمن وراء هذه الاخبار ولمصلحة مَن التشويش على بعض الراغبين في الترشح الى رئاسة الجمعية؟ لكن الثابت في كل هذا ان المنصف السلامي يريد الرحيل في حين تسعى مجموعة من العاملين معه وآخرين الى اثنائه عن قراره وآخرها فكرة الاعتصام.
عبد الناظر يناور
بعد ان كان الظن سائدا في صفاقس ان لطفي عبد الناظر عائد الى رئاسة الجمعية خاصة أنه يترأس حاليا لجنة تصريف الاعمال فاجأ الرجل الجميع بتصريحه انه لن يترشح الى رئاسة الفريق... هذا التصريح لا يعكس حقيقة رغبة الرجل ولا حقيقة رغبة الأحباء وهو ما يعلمه عبد الناظر جيدا فهو الوحيد الحاصل حوله الاجماع على أنه الأفضل لقيادة الجمعية بحكم خبرته وعلاقاته وقدرته على توفير الدعم المالي لكن الرجل صرح بما صرح في حركة منه لإظهار عدم رضاه عما يجري في اجتماعات اللجنة العليا للدعم أو في كواليس النادي إذ هنالك سعي للتراجع عما يتمّ الاتفاق عليه اضافة الى عدم السعي الجاد الى البتّ في قضايا حساسة لا تحتمل التأجيل مثل تعيين المدرب الجديد والانتدابات خاصة أن الوقت في هذا الاطار يعمل ضد مصلحة ال«سي آس آس» والأكيد أن مثل هذا التصريح لعبد الناظر سيزيد من غضب الأحباء على من يعطلون مسيرة الجمعية ويزيد من تمسّك الأنصار بعبد الناظر لأنه بين الداء الذي يعاني منه الفريق وأكد أنه يملك الدواء.
أي حلّ ؟
الثابت أن المنصف السلامي لن يواصل رئاسة الفريق حتى وإن تراجع عن استقالته لأن اللجنة العليا للدعم قبلتها وسعت الى البحث عن بديل وليس من المعقول أن يتراجع مستقيل عن قراره ليلة عقد الجلسة الانتخابية كما أن الرأي الداعي الي اختيار رجل أعمال مقيم بصفاقس لن يفيد الفريق لأن كبار رجال الأعمال والفاهمين للمشهد الرياضي والقادرين على التسيير مقيمون بالعاصمة إلا المنصف خماخم وهذا الأخير رافض تماما لفكرة رئاسة الفريق ليبقى الحل في النادي الصفاقسي تائه في سماء الغموض.
المفاجآت قد تغيب
رغم أنه الى حدود يوم أمس لم يصل الى الكتابة العامة للنادي الصفاقسي أي مطلب ترشح ليبقى احتمال تأجيل الجلسة العامة الانتخابية لفترة أخرى قد تصل الى شهر لفسح المجال أمام الراغبين في الترشح لرئاسة الجمعية ليفهموا «كوعهم من بوعهم» فإن سير الأمور بصورة عادية كما تحدث عنها الجميع في صفاقس وارد بشدة أي أن يترشح لطفي عبد الناظر لرئاسة الفريق بعد أن يقتنع الجميع بأن رأيه الداعي الى العمل بالتوافق هو أفضل حل للسير بالجمعية الى برّ الأمان.