...وتوالت الدورات واللقاءات الدولية غير ان فترة ما بين العاب مكسيكو وازمير، اتسمت بتقلص نشاط القمودي فذهب بعضهم الى قولهم، لقد انتهى القمودي وذهب البعض الآخر الى قولهم رفقا بالقمودي ، وكثرت الاشاعات وتوالت الحسرات... هذا كما أن بعض من المهم مالم بالقمودي لم يكتفوا بالتحسر والتأوه بل اخذوا أقلامهم وحاولوا التحقيق في الموضوع وايجاد الحلول... وهذا ما جاء في صحيفة المسيرة بتاريخ 13 مارس 1972.
هل أفل نجم القمودي من سماء العدو الريفي؟...هذا السؤال الذي يقفز الى الذهن بمجرد التعرف على نتائج البطولة العالمية العسكرية للعدو الريفي. وفي الحقيقية فان «أفول» نجم القمودي يرجع أساسا الى هذا الارهاق الذي ما انفك يلازمه بسبب تقديمه في كل المناسبات القومية والعالمية بدون مراعاة لامكانياته الجسدية التي انحدرت، بصورة ملحوظة، باستمرار مساهماته في مختلف اللقاءات بينما كان من الواجب الاحتفاظ بهذه القوة الهائلة في العدو الريفي في المناسبات الهامة على أن تسبق ذلك تربصات تحضيرية.
ان للجسم البشري حدودا لا يمكن تجاوزها. واعتقادنا ان جسم القمودي قد حمل ما ليس في امكانه فكانت هذه الخيبة المرة، وغيرها من الخيبات سواء على الساحة التونسية أو الدولية. ان قطع القمودي المسافة في 30 دقيقة و 28 ثانية بدلا من قطعها من أقل من 29 دقيقة و 26 ثانية ليتبوا المرتبة الأولى دليل على الانهيار الجسدي بينما امكانياته في العدو الريفي ما زالت متوفرة الى أبعد الحدود. اذن فان النظر في الوضع الذي وصل اليه القمودي يدعو الى التامل قصد توفير كل الامكانيات لهذا البطل القومي مزيدا من أسباب القوة ليتمكن من الاحتفاظ بقواه العضلية في مجابهاته القومية والدولية. (عن كتاب ركضا من سيدي يعيش الى مونيخ للحسين بلحاج نصر)