اختار المؤتمر الوطني العام في ليبيا الليلة قبل الماضية الزعيم المعارض السابق محمد المقريف رئيسا له ويدرك «رئيس ليبيا» الجديد مدى صعوبة المهمة المتمثلة في قيادة ليبيا الموحدة. قرر المؤتمر الوطني العام في ليبيا الليلة قبل الماضية عن طريق الاقتراع أن يكون «رئيس» ليبيا الجديد من المنطقة الشرقية وتحديدا من بنغازي وهو عامل مساعد على تيسير المهمة وخصوصا على دعم وحدة الليبيين.
وسيقود المقريف زعيم حزب الجبهة الوطنية المؤتمر المؤلف من 200 عضو والذي سيكلف باختيار رئيس جديد للوزراء وسن القوانين وقيادة ليبيا نحو اجراء انتخابات برلمانية كاملة بعد وضع دستور جديد العام القادم
والمقريف الذي ينظر اليه على انه إسلامي معتدل هو فعليا القائم باعمال رئيس ليبيا لكن لم يتضح المدى الحقيقي لسلطاته بعد. وكان المقريف الخبير الاقتصادي والسفير الليبي السابق لدى الهند يعيش في المنفى منذ الثمانينات وكان قياديا بارزا في الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا أقدم حركة معارضة في ليبيا والتي بذلت محاولات عدة لانهاء حكم معمر القذافي.
وحزب الجبهة الوطنية الذي يتزعمه المقريف (72 عاما) امتداد لحركة المعارضة القديمة وقد فاز بثلاثة مقاعد في الانتخابات التي اجريت في السابع من جويلية وهي أول انتخابات حرة في ليبيا منذ عقود.
وقال المقريف «أنا سعيد جدا. هذه مسؤولية كبيرة». وفاز المقريف بتأييد 113 صوتا مقابل 85 صوتا حصل عليها المستقل علي زيدان.. واجريت جولة ثانية للتصويت بعدما لم يتمكن أحد من الحصول على أغلبية مطلقة في الجولة الاولى. وقال زيدان مهنئا المقريف «هذه هي الديمقراطية وهذا ما كنا نحلم به».
واختار المؤتمر الوطني العام أيضا جمعة عتيقة وهو محام من مدينة مصراتة الساحلية نائبا للمقريف. وكان ينظر لعتيقة على انه من أبرز المنافسين على هذا المنصب. ويفترض أن التصويت لاختيار النائب الثاني أجري في ساعة متأخرة الليلة الماضية.
وقال عثمان ساسي المسؤول السابق بالمجلس الوطني الانتقالي عن المقريف «لديه شخصية سياسية والكل يعرفه... لديه خبرة جيدة جدا لقيادة المؤتمر الوطني العام ودولة ليبيا الديمقراطية».
وقد ولد المقريف عام 1940 في بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، وانتخب عضواً في المجلس الوطني العام على قائمة حزب الجبهة الوطنية. وفي العام 1980، استقال من منصب سفير ليبيا في الهند وانضم إلى المعارضة في المنفى وأسس مع منشقين آخرين الجبهة الوطنية الليبية. وبسبب مطاردة أجهزة مخابرات القذافي له، أمضى 20 عاماً في الولاياتالمتحدة لاجئاً سياسياً، قبل أن يعود إلى ليبيا بعد اندلاع الثورة الليبية.