مدينة طبرقة مع صغر مقدارها فإنها اشتهرت لكثرة ورود المراكب بالاندلس والتجار عليها ونزولهم فيها وتعشيرهم كان في سالف الزمان بها، وهي تجاه أوائل الاندلس من المكان الذي هي به وتحاذي أيضا بعض بلاد افرنجة». ونلاحظ أن المهاجرين الاندلسيين كانوا يأتون الى تونس عبر طبرقة وبنزرت وبجاية على دفعات ابتداء من العهد الحفصي في القرن السابع الهجري الى عهد عثمان داي (تولى الحكم سنة 1007 ه) وذلك اثر تساقط المدن الاندلسية في أيدي الاسبان الواحدة تلو الاخرى. وقال الادريسي في «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، وطبرقة حصن على البحر، قليل العمارة (...) وبها مرسى للمراكب ومراكب الاندلس» (ج 1 ص 289). ولقيمة المرجان الممتاز الذي يجود به البحر في طبرقة، كانت هذه المدينة ذات شهرة عالمية، منها كان يصدر الى جانب المرجان رخام شمتو واخشاب الغابات والمنتوجات الزراعية لسهول باجة. واليوم عرفت طبرقة بصناعاتها منها صناعة الغليون، يصنع من شجر الخلنج، تنتج منه طبرقة أفخر الأنواع ويباع في كثير من المطارات بالعالم ومنها صناعة الفلين وهو ما يسمّى بالخفاف الذي يستعمل خاصة كعازل صوتي وحراري، وتصنع منه مواد مكتبية وحقائب ويستعمل ايضا للتزويق ويصدر منه الكثير مصنّعا. لقد أصبحت طبرقة محطة سياحية عالمية تستقطب السياح بفضل مطارها الدولي وفنادقها وشققها الفخمة، ويمكن للسائح ان يتعاطى فيها الصيد في البحر، والغوص في أعماقه بحثا عن المرجان، أو الانسياب في الغابة لصيد الخنزير الوحشي او حيوانات أخرى مثل الثعلب وابن آوى والقط البري ودجاج الغاب. انتهى