ينتظر الملايين من التونسيين داخل الوطن وخارجه بكل شغف وفضول انطلاق البث للقناة الجديدة «نصر TV» وهم يتساءلون عن شكل البرامج ومضامينها، ومنشطيها ومقدميها. أتمنى من كل قلبي، ان تكون هذه القناة بهية الطلعة، نقية السريرة، سليمة الجسد، متميزة الاسم، حتى تتربى في عزّ الدولة التونسية وكرامة شعبها. أتمنى من كل قلبي، أن يشاهد التونسيون من خلالها ما يسرّهم ويدغدغ أحاسيسهم، ويمسّ فؤادهم، ويسيل لعابهم، ويقوي ايمانهم، ويحثّ نشاطهم، ويشحذ عزائمهم، ويرفع هممهم. أتمنى من كل قلبي، أن يعرف العرب والعجم ان آثار ماضينا المجيد قد تجلت من جديد وإن لنا حقول البرتقال والزيتون والنخيل، وغابات الشعانبي ونفزة وخمير، ومياه وادي مجردة وسد بني مطير، ولنا في سهول القيروان وباجة القمح والشعير، وفي شواطئنا التنّ والسردين، ومن مصانعنا يخرج المرجان والاسبيرين. أتمنى من كل قلبي، أن نرى ما يضحكنا ويزيل عنا «الستراس»، ونشارك في برامج وألعاب ومسابقات تبعث فينا الحلم والخيال، ونشاهد مسلسلات وأفلام تطرح مشاكلنا وتعالجها، نرقص وننتشي بفنون تراثنا القديم المتجدد. أتمنى من كل قلبي، أن نرى نحن ويشاهد العرب مذيعات ومنشطات وقارءات، صبايا جميلات أنيقات، ضفائرهن بربرية، وخدودهن بيزنطية، وعيونهن عربية، واجسادهن اندلسية، وعفتهن عثمانية، وهمّتهن تونسية. أتمنى من كل قلبي، أن نشاهد شبابا وسيما انيقا، يتقد نشاطا وحيوية ورجولة وعفوية، يتحدث بثقافة جامعية ويتصرّف بروح وطنية. أتمنى من كل قلبي، أن تصبح هاته الاماني واقعا لو عرفنا كيف نفرّق بين الغثّ والسمين، والبخس والثمين، والقبيح والجميل، والحلو والمرير، والجاهل والخبير، والخروف والخنزير، نعرف كيف نوظّف الديكور وننسّق الالوان ونختار الاسماء والمواقيت، ونميّز بين ماكياج الانسة والسيدة، وماكياج الشاشة وحفل الزفاف، ونفرق بين الملابس الانيقة المحتشمة والصارخة المثيرة، وبين قراءة الانباء بتفاعل وسرد المحفوظات بنفس الوتيرة، نفرق بين التنشيط و»التزعبين»، والتمثيل والتلقين، نميّز بين فتاة لذيذة صالحة للاستهلاك وفتاة جذابة صالحة للصورة التلفزية، نفرّق بين الرجولة والتخنّث، والحضارة والتخلّف، والصدق و»التثقف». أتمنى من كل قلبي، ان يعرف ويشاهد الاشقاء العرب أننا قادرون على خلق وابراز مواهب اخرى غير الملائكة ذكرى محمد، والمجاهدة لطيفة العرفاوي، والفاتنة هند صبري، كما يجب ان يعرف الاشقاء من لبنان أن صبايانا الجميلات فقط، أكثر من تعداد الشعب اللبناني بجميع طوائفه، وأن مساحة لبنان كلها ا قل بكثير من غابات طبرقة وعين دراهم المليئة بالثلوج والصنوبر والفلين والفل والياسمين. أتمنى من كل قلبي، أن تدرك جحافل الحاقدين والحاسدين أن نزلنا وشواطئنا ومنتجعاتنا جنان آمنة وملاذا للسياح والضيوف القادمين، وفضاءاتنا التجارية ومطاعمنا فرصة للمشتاقين والجائعين. أتمنى من كل قلبي، وبكل لطف، ان يصبح الاسم الجديد لهذه القناة هو «قرطاج TV» حتى يعرف المساكين والمشككين أننا منذ القدم «توانسة ونص» على الدرب سرنا وللمجد صاعدين.