طبرقة /جندوبة (وات)، /تحرير خديجة بوسالمي/ تتعرض المنظومة المرجانية بسواحل مدينة طبرقة من ولاية جندوبة لعديد المخاطر منها الصيد العشوائي واستعمال تقنيات غير قانونية والصيد بالمحراث إلى جانب عمليات الصيد البحري المهني والترفيهي وإرساء السفن وإلقاء النفايات وارتفاع ثاني أكسيد الكربون في البحر. وفي هذا الإطار يشير السيد رضا مرابط المدير العام للمعهد الوطني لتكنولوجيا البحار بتونس إلى المتابعة الدقيقة لخبراء المعهد لتطور المرجان الأحمر بهذه السواحل وللدراسات العلمية حول الخصوصيات البيولوجية لهذا الكائن البحري وحالة المخزون. ويرى المختصون انه من بين الحلول المطروحة للمحافظة على هذه الثورة هو ترشيد الاستغلال في المناطق التقليدية وتوجيه البحارة إلى مناطق أخرى يكون مخزونها في حالة جيدة فضلا عن تجنب استعمال الوسائل غير المسموح بها. ويؤكد المهنيون على ضرورة تدعيم الأسطول البحري الحالي الذي يعاني من صعوبات عديدة والتشجيع على صيد أنواع الأسماك الأخرى وأهمية إقرار راحة بيولوجية لمنع صيد المرجان لمدة لا تقل عن 10 سنوات لتسترجع الأعماق المرجانية توازنها البيئي. يذكر أن معهد تكنولوجيا البحار ينظم كل سنتين حملات تحسيس لفائدة المستغلين ووضع برامج وخطط استغلال مشتركة على مستوى الهيئة العامة للمصائد بالبحر الأبيض المتوسط بالاشتراك مع البلدان المتوسطية المستغلة للمرجان الأحمر. وفى هذا السياق تم مؤخرا تنظيم ورشة عمل بايطاليا بحثت سبل تنفيذ هذه البرامج ومن المنتظر إقامة ورشة عمل ثانية لتقديم أهم النتائج المتحصل عليها. وتفيد معطيات المصالح المعنية بطبرقة ان إنتاج المرجان بالجهة سجل سنة 2010 تطورا بنسبة 123 بالمائة مقارنة مع سنة 2009 حيث ارتفع من 1 فاصل 280 طن الى 2 فاصل 850 طن. ويعود هذا التطور بالخصوص إلى زيادة عدد المراكب الناشطة في هذا المجال من 7 إلى 15 مركبا متأتية جلها من ميناء بنزرت. كما شهدت الخمسة أشهر الأولى من سنة 2011 تحسنا ملحوظا على مستوى الانتاج مقارنة مع نفس الفترة من السنة المنقضية حيث مر من 258 كلغ إلى 353 فاصل 7 كلغ. ويبقى حجم الإنتاج مرتبطا في غالب الأحيان بالدورة الزمنية لنمو هذا الحيوان البحري والتي تمتد بين 20 و30 سنة ليصبح الجذع قابلا للاستغلال. وتكتسي المنظومات المرجانية أهمية خاصة في ما يتعلق بالمحافظة على التنوع البيولوجي بالبحر الأبيض المتوسط حيث تعد نحو 1666 نوعا من الاحياء من أهمها المرجان الأحمر الذي يتواجد بصفة خاصة في الحوض الغربي للمتوسط وفى سواحل مدينة طبرقة. وعادة ما يقع صيد المرجان في مدينة طبرقة عن طريق الغوص والذي يزدهر أساسا في فصلي الربيع والصيف مع تحسن العوامل المناخية. وكثيرا ما يستعمل هذا المرجان لصنع الحلي الذي اشتهرت به هذه المدينة وتصديره خاما او مصنعا. يجدر التذكير بأن أعماق البحر المتاخم لمدينة طبرقة التي تتميز بتضاريسها الصخرية ونقاوة مياهها، تشكل بيئة ملائمة لتكاثر هذا الكائن البحري، وهي بذلك عبارة عن متحف طبيعي تتعايش فيه جميع أنواع اسماك البحر الأبيض المتوسط.