في ضواحي مدينة صفاقس وتحديدا بمعتمدية طينة الواقعة على بعد 10 كيلومترات فقط من قلب مدينة صفاقس، ينتصب مقام الولي الصالح «سيدي عبيد» وهو واحد من أشهر أولياء صفاقس الجنوبية وتحديدا قرقور والشفار والمحرس. «سيدي عبيد» هو مقام احد ثلاثة أبناء للصحابي عبد الكافي الذي يعود أصله الى الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وقد اتى هذا الصحابي من منطقة صفاقس الجنوبية منذ ما يقارب 750 سنة بحثا عن العمل فامتهن الفلاحة. ونظرا لانتساب «سيدي عبد الكافي» للخليفة الثالث عثمان بن عفان صاحب رسول الله فقد ذاع نسبه العالي والشريف بين المتساكنين، ولما تأكدوا من شرف قدره وعلو أصله رفضوا اقحامه في مشاق العمل الفلاحي فبنوا له زاوية ليعلم أبناءهم العلوم الشرعية والدينية، ثم زوجوه ابنة أحدهم فأنجبت له ثلاثة أبناء وهم محمد ويعقوب وعبودة (وهو الاسم الاصلي لسيدي عبيد). أما عن كرامات الولي سيدي عبيد، فتروي الذاكرة الشعبية العديد منها بقيت راسخة في المخيال الشعبي تتداولها الألسن بكثير من القداسة لما فيها من بركات للولي «سيدي عبيد»، وتقول الكرامة الأولى أن أحد الوزراء فر من القصر هربا من حكم الاعدام بعد محاولته الاطاحة بالملك وجاء المقام متخفيا ولحقت به «محلة» (سرية عسكرية) تبحث عنه واحاطت بالمقام من كل جانب فدعا «سيدي عبيد» دعوته المشهورة «كان جاو زايرين يروحو نايرين، وكان جاو خاينين تبلعهم الارضين» فانفتحت الارض وابتلعتهم عن بكرة أبيهم... أما الكرامة الثانية فتتمثل في هروب خادم من سيده واحتمائه بالمقام الا أن هذا الأخير أرسل «صبايحية» لجلبه فقيدوه بالسلاسل وشدوا وثاقه، ومن الغد وجد الحراس السلاسل مقطعة ولا أثر للعبد الا فتحة في الجدار لا يستطيع الرضيع ان يمر عبرها فما بالك بالرجل الكبير.